في أول تصريح رسمي له خلال تسلمه مهامه من الوزيرة السابقة تسيبي ليفني، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد أفيغدور ليبرمان أن بلاده (غير ملزمة) باتفاق أنابوليس مع الفلسطينيين، الذي تم التوصل إليه خلال مؤتمر السلام في نوفمبر 2007 حول قيام دولة فلسطينية. وقال ليبرمان، خلال مراسم التسليم أمس إنه (ليس هناك سوى وثيقة وحيدة تلزمنا، وهذه الوثيقة ليست مؤتمر أنابوليس.. بل خارطة الطريق)، معللاً ذلك بأن (الحكومة الاسرائيلية والكنيست (البرلمان) لم يصادقا يوماً على انابوليس). و(خارطة الطريق) هي خطة سلام دولية وضعتها اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الاوسط (الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة)، وتنص على اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. لكن، ومنذ إقرارها في صيف 2003، بقيت الخطة حبراً على ورق. وفي انابوليس، اتفق رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على إعادة إطلاق مفاوضات السلام للتوصل الى اتفاق على قيام دولة فلسطينية، وفق ما نصت عليه خارطة الطريق. وتعكس تصريحات ليبرمان الوجهة السياسية التي ستنحوها الحكومة الإسرائيلية، إذ أكد مصدر في حزب الليكود، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو، أن الحكومة الجديدة ستنأى بنفسها عن اتفاقات أنابوليس التي رعتها الولاياتالمتحدة، وتعمل على إقامة دولة فلسطينية. وسئل المصدر عن تصريحات ليبرمان بشأن عدم التزام اسرائيل بالاتفاقات فقال (ما من مشكلة هنا. انه (ليبرمان) ينأى بنفسه عن انابوليس وهو ما تنوي ان تفعله الحكومة). في المقابل، حث مساعد للرئيس الفلسطيني محمود عباس الولاياتالمتحدة على معارضة موقف ليبرمان، قائلا انه قد يضر بالامن. وقال نبيل ابوردينة، المتحدث باسم عباس (هذا تحد للمجتمع الدولي والادارة الامريكية التي تبنت حل الدولتين، وعلى المجتمع الدولي ان يرد على هذه الاستفزازات وهذه التصريحات الناسفة للامن والاستقرار في المنطقة). وأضاف (هذا تحد للمجتمع الدولي والادارة الامريكية التي تبنت هذه السياسة، ومطلوب منها (واشنطن) تبني موقف واضح من هذه السياسة قبل ان تصبح الامور في غاية السوء). يُشار إلى أن نتنياهو تسلم السلطة في احتفال رسمي أقيم يوم الثلاثاء، أبلغ خلاله الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز رئيس وزرائه الجديد بأن العالم يؤيد سعي الفلسطينيين لاقامة دولة، وهو هدف لم يقره زعيم حزب الليكود اليميني الحاكم. وفي وقت سابق، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن نتنياهو (لا يؤمن بالسلام)، ودعا الأسرة الدولية إلى (الضغط عليه) لقبول دولة فلسطينية. وكان زعيم حزب الليكود اليميني أكد في خطابه أمام الكنيست التي منحت الثقة لحكومته أنه في إطار (اتفاق نهائي، سيتمتع الفلسطينيون بكل الحقوق ليحكموا أنفسهم بأنفسهم، باستثناء الذين يمكن أن يشكلوا خطراً على أمن دولة إسرائيل ووجودها)، إلا أنه امتنع عن الحديث عن دولة فلسطينية مستقلة، وهي ليست مدرجة في برنامج حكومته.