نتعجب للفوقية التي يتصف بها البعض مرتكزاً على ماله أو وجاهته أو شهادته وعلمه ..وتعجب بالتواضع الذي يتحلى به البعض مرتكزاً على ثقته بنفسه واحترامه لها مهما علا شأنه وزاد صيته وكثر ماله وغزر علمه ..والفرق بين هذا وذاك كبير جداً.. يجلس البعض في المجلس ممجداً ذاته ومسلطاً الضوء على منجزاته بشكل يثير السخرية والحزن في آن واحد في نفس الوقت الذي ينظر إليه الحاضرون بمنتهى الاستخفاف به وبفوقيته وعقليته ..ويجلس البعض في طرف المجلس يكسوه الحياء ويغلب عليه التواضع بالرغم مما يختزنه من علم ومكانة.. إننا مبتلون بأناس لا هم لهم سوى الحديث عن أنفسهم ومقابلاتهم وأين تعشوا وأين تغدوا ومن هاتفهم ومن أهداهم ؟!! وكأن الناس معنية بهذه (التفاهات) أو كأنها ستزيده قدراً أو قد تغير نظرة الناس تجاهه إن قيمة كل امرىء ما يحسنه ..وإن الناس هم شهداء الله على الأرض ..وهم الذين يجب أن نترك لهم تقييم الرجال وأفعالهم ..وأن لا يتحدث المرء عن نفسه بنرجسية وفوقية ممجوجه تثير سخرية وسخط الآخرين. منتهى الاستخفاف: القوة العاشرة مسابقة تليفزيونية سخيفة لا ترتكز على احصائيات دقيقة وتستخف بعقول الناس ولا تقدم للمشاهد شيئا مفيداً أو حتى جديراً ..فماذا يعنينا من نسبة العرب الذين يأكلون في المطاعم أو يشربون عصير (منقا) ومن هو الكاذب الذي يحصي مثل هذه الاحصائيات الفارغة في وقت لا نعرف فيه الاحصائية الحقيقية لعدد سكان العالم العربي ولا نسبة الوفيات أو المواليد ..وندعي كذباً إننا نعرف نسبة العرب الذين يأكلون لحم (الضب) !!!. آخر السطور: كن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع ولا تكن كالدخان يعلو بنفسه على طبقات الجو وهو وضيع