أكد د. مسفر القحطانى، أن الحياة المستقبلية تتيح التعديلات واخذ الاحتياطات، وان الإنسان يمر في تعامله مع الزمن بثلاث مراحل ماضي وحاضر ومستقبل، مشيرا أن لحظة الحاضر في طريقها إلى الانتهاء ومجال التغيير محدود ومتروك إلى سرعه الانجاز وسرعه التفكير، وأضاف أن المرحلة الثالثة هي مجال المستقبل، والذي فيه للإنسان خيار أن يعدل أو يغير أو يتوقع ما سيؤول إليه الحال وبالتالي يأخذ استعداده واحتياطاته اللازمة لوضع مستقبل أفضل لحياته. جاء ذلك في برنامج (توقيعات) على قناة الرسالة الفضائية، حيث ناقشت الحلقة مفهوم (فكر المألات) بأبعاده المختلفة المتمثلة في تطبيقاته المقاصديه في الحياة المعاصرة. وفيما يتعلق باتهام الأصوليين الجدد باستيلاد فقهيات جديدة، مثل فقه الواقع، الموازنات والمصالح والمفاسد، قال الدكتور مسفر، إن الشريعة الإسلامية زاخرة بالكثير من القواعد، وعلماء الأصول لهم فضل السبق في الحديث عن فقه المستقبليات بصورته المعاصرة، موضحا أن فقه المآلات ليس تنبؤاً أو ظنوناً، بل علماً مبنياً على منهجية وآليات علمية. وحول تعريف فقه المآلات، قال الشيخ مسفر أنه مصطلح شرعي، وهو فقه عملي قائم على حكم المدرك للواقع والمبصر للمستقبل المتوقع، مشيراً أنه امتداد لفقه سد الذرائع، بحيث لا يمكن للفقيه أن يتكلم بحكم فقهي شرعي في عمل قام به مكلف سواء كان بالإقدام أو الإحجام الا بالنظر إلى مايؤول إلى هذا العمل. وأكد القحطانى أن النظر المآلي للأمور هو علاج من التطرف، مبينا أن المتطرفين لو اعملوا فقه الموازنات بين المصالح والمفاسد لما قاموا بتلك الأعمال، واعتبر الأعمال التى يقوم بها المتطرفون أشبه بردود فعل انعكاسيه وثورات هائجة تخلوا من الشرع وأيضا من العقل.