استضاف رواد جلسة السيد الفدعق العلمية فضيلة الشيخ عبدالله بن بيه العالم المعروف بمناسبة حصول فضيلته مؤخراً على جائزة الملك محمد السادس للفكر والدراسات الإسلامية مكافأة له على ما قدمه من بحوث ودراسات وخدمات علمية في مجال العلوم الإنسانية والإسلامية ، فبعد الدرس المعتاد للسيد عبدالله فدعق. قرئ ملخص للسيرة الذاتية للشيخ ابن بيه. ثم بدأ الشيخ حسب طلب الحضور بالحديث عن التجديد والترشيد ، فذكر أن تجديد العلوم مهم ، وتجديد السلوك لا يقل أهمية عنه . وأضاف ان العلوم ثلاثة: العقائد ، والفقه ، والآداب ، وكلها تحتاج إلى تجديد. وبين ان أهم الأسباب الداعية إلى تجديد العقائد هي الوقائع والنظريات والخلاصات الجديدة . بدون ذلك لن نضمن عدم الاستمرار في التكفير أو التفسيق أو نحوهما. ومن ناحية تجديد الفقه ذكر الشيخ ابن بية أن تجديد الفقه يعني ضرورة وضعه في مثلث اضلاعه متكونة من النصوص ، والمقاصد ، والواقع. وبين أهمية ربط الفقه بالمقاصد والقواعد الأصولية . وعرض القضايا على المثلث المشار اليه ، وهذا كما ذكر الشيخ يحتاج إلى صانع يفهم أموراً كثيرة منها أن درجات النهي ، ودرجات الاجماع ليست واحدة ، وذكر الشيخ في ذات السياق بعض الامثلة التي تقف عقبة أمام المجامع الفقهية اليوم مثل الضمان والتأمين ، وقال هذه الأمثلة ومثيلاتها في حاجة ماسة إلى التجديد. وعن التجديد في الآداب ذكر الشيخ ابن بية ان التصوف لم يكن اشكالا في العصور الماضية ، وبين استغرابه من اعتباره اشكالا هذه الايام ، وقال ان الناس في حاجة لأن نرغبهم في سلوك مسالك السلف الصالح ، وهذا يحتاج إلى ان نتقن التأصيل لما نقوله ، وأن نحسن التوصيل له من خلال المؤتمرات والندوات ودروس العلم وغيرها ، وبين في ختام الحديث استحالة الغاء الاختلاف ، وبدون الاعتراف بوجوده ستدور الأمة حول نفسها بلا أي تقدم ، وقال نحن أهل الإسلام لدينا الحلول لكل معضلة ، ولكن تطبيقاتنا غير مواكبة لها. بعد ذلك استمع الحضور لانشاد ديني لاحدى قصائد الضيف الشعرية ، وبعد أداء صلاة العشاء فتح باب المداخلات والاسئلة، فبدأ الشيخ محمد صفوت السقا أميني مساعد أمين رابطة العالم الإسلامي سابقا بسرد ذكرياته مع الشيخ اثناء فترة انعقاد المؤتمر الإسلامي الافريقي الاول بموريتانيا عام 1396ه ثم اجاب الشيخ على مختلف الاسئلة الواردة من الحضور الغفير ، والتي تضمنت أهمية تقنين الشريعة أو ما سماه الشيخ ايضا التدوين ، وموضوع سد الذرائع ، وفوائد ضبط التعزير ، وأهمية الالتزام بمذهب أهل السنة الذي يتميز بضوابطه في قبول النصوص الحديثية وردها ، والتضخم والفوائد ، وفوائد الذكر ، والاهتمام بالمناسبات الدينية. ثم ختم اللقاء بتقديم هدية تذكارية للضيف الكريم.