ولازال عرب سراة الحجاز حتى نجران واليمن لهم أسواق تجارية تقام أسبوعياً لتبادل التجارة والفرق بين هذه الأسواق المعاصرة وأسواق عرب الجاهلية هو الشمولية لمناحي الحياة والتوقيت والمدة التي تعقد فيها وتعدد المهام للأسواق القديمة بينما الأسواق الحالية تركز على التجارة فقط وتبادل المنافع الاقتصادية وتشكل الأسواق العربية القديمة حزاماً يحيط بجزيرة العرب تبدأ من الشمال في دومة الجندل ثم الشرق في هجر ثم الجنوب عُمان واليمن ثم الوسط عكاظ ومجنة والمجاز وفي هذا ربط وتواصل بين بلاد العرب والعالم. لذلك كان لهذه الأسواق حكومة مركز تحفظ الأمن وكان آخرهم الأقرع بن حابس التميمي في سوق عكاظ وكانت كل قبيلة تقع فيها السوق مسؤولة عن الحراسة والحماية لرواد السوق ففي سوق عكاظ تكون الحراسة لقبيلة قيس عيلان ومجنة لقبيلة كنانة والمجاز لهذيل لأن هذه الأسواق يفد إليها أعظم وأكبر تجمع بشري مما يشكل مؤتمراً أدبياً وتجارياً وسياسياً هو الأكبر في عصره وخاصة في سوق عكاظ فيه منابر للخطابة يُستوعب فيه القادة والمصلحون والسياسيون والأدباء والمفكرون وأسواق العرب القديمة هي النواة الأولى لتشكيل الوحدة العربية بين عرب الجزيرة والشام من الشمال إلى الجنوب إلى الوسط وتوقيت هذه الأسواق من شهر ربيع الأول حتى نهاية شهر الحجة في هذه الفترة تنتقل الأسواق من دومة الجندل إلى هجر إلى عُمان إلى اليمن إلى تهامة إلى عكاظ إلى مجنة إلى المجاز.