قال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة (إن خبراء حقوق الإنسان والتربية وعلم النفس أجمعوا على أن الاهتمام بحقوق الطفل يعد من أفضل المداخل لنشر ثقافة حقوق الإنسان) ، مشيرا إلى أن تنشئة جيل واع مدرك لواجباته وحقوقه تعمل على الخروج بنتائج مثمرة تعود بالنفع على الفرد والمجتمع . وبين في كلمة له في حفل تدشين الحملة الإعلامية السعودية للتعريف بحقوق الطفل الذي أقيم مساء أمس في مركز الملك فهد الثقافي ، أن وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية عملت على إطلاق هذه الحملة التوعوية التثقيفية التي تهدف إلى تعريف صاحب الحق بحقه من خلال مبادرة وشراكة بناءة من خلال أهداف وإصدارات كانت جزءا مهما في هذا المشروع الأمر الذي يترجم شراكة الدولة مع القطاع الخاص من أجل العمل سويا لنهضة المجتمع . وعبر عن سروره وهو يطالع القصص التي تضمنت النصوص الدولية المنصوص عليها في الاتفاقيات العالمية لحقوق الطفل التي وقعت عليها المملكة العربية السعودية ، وكذلك سعادته لرؤيته قصصا استشهدت بآيات من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وتؤكد على نفس هذه الحقوق ، وقال (إن هذا يؤكد أن مانصت عليه اتفاقيات حقوق الطفل العالمية قد أقره الإسلام قبل أكثر من أربعة عشر قرنا ). وتمنى وزير الثقافة والإعلام أن تحقق الحملة الإعلامية السعودية للتعريف بحقوق الطفل أهدافها ، مثمنا دور جميع الجهات الدولية والعربية والمحلية التي شاركت في إنجاح هذا المشروع ، مقدما في الوقت ذاته الشكر لوسائل الإعلام على تبنيها لهذه الحملة والمشاركة في توسيع نطاق الفائدة منها . وعد معاليه نجاح هذه الحملة إثراء لمكتبة الطفل العربي عبر إصدارات متخصصة عن حقوق الطفل تساعد ذويه على تربيته وعلى معرفة حقوقه الأمر الذي يعزز ثقته بنفسه ويوفر أداة مناسبة تساعد المعلمين والمتعاملين مع الطفل على تعريف الأطفال بحقوقهم . إثر ذلك دشن موقع الحملة على شبكة المعلومات العالمية الانترنت . وتضمن الحفل كذلك عرضا بالرسوم المتحركة المخصصة للأطفال ، وعرضا تعريفيا عن الحملة . بعد ذلك ألقى مدير البرامج في منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونسيف) إسماعيل الأزهري كلمة خلال الحفل أوضح فيها أن اتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1989م نصت على مبادئ عامة وقعت عليها المملكة العربية السعودية . وشدد على أهمية وجوب تطبيق هذه الاتفاقية على جميع الأطفال بما فيهم الأطفال فاقدي الرعاية الأسرية التي تقوم على مبدأ عدم التمييز وحق الأطفال في المشاركة واحترام وجهات نظرهم ، والاستماع إليهم ودعم البرامج التي تهتم بهم . وأكد الأزهري أن منظمة الأممالمتحدة للطفولة تسعى إلى إيجاد شراكات بين الحكومات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والقطاعات الخاصة لضمان مصلحة الطفل من خلال تعزيز التوافق وحشد الإمكانيات لكل ما فيه مصلحة الطفل والمجتمع والأمة بشكل عام . وفي ختام الحفل كرم وزير الثقافة والإعلام الشركات والجهات الراعية والداعمة للحملة ، ثم تسلم وزير الثقافة والإعلام درعاً تذكارياً من وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل . عقب ذلك افتتح الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة المعرض المصاحب للحملة وتجول فيه . حضر حفل التدشين وكيل الوزارة لشؤون العلاقات الثقافية الدولية الدكتور أبو بكر با قادر والمستشار المشرف العام على مكتب الوزير إبراهيم المسلم ووكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل ووكيل الوزارة المساعد لشؤون التلفزيون المهندس صالح المغيليث والمدير العام المكلف لوكالة الأنباء السعودية عبدالله بن فهد الحسين ووكيل الوزارة المساعد لشؤون الإذاعة المكلف إبراهيم الصقعوب وعدد من المسؤولين . وأكد وزير الثقافة والإعلام أن هذه الحملة تدل على مستوى إدراك الشعب السعودي لأهمية الأسرة والطفل، وأن الاهتمام بالطفل والمرأة يبنيان مجتمعا سليما وقويا بإذن الله ، ولفت النظر في تصريح صحفي عقب تدشينه للحملة أن إعطاء الطفل والمرأة حقهما في التربية السليمة وحمايتهما صحيا وتنشئتهما أفرادا سليمين اجتماعيا وثقافيا ودينيا هو ما علمنا إياه ديننا الحنيف . وقال (إن الأطفال هم أمل الأمة وهم مستقبلها) مشددا على أهمية التكاتف للاهتمام بالطفل لكي يكون واثقا من نفسه في المستقبل ، مشيرا إلى أن العمل يجري لإعداد برامج جيدة للأطفال بالتعاون مع مختصين .وكشف الدكتور عبدالعزيز خوجة أن الوزارة تسعى إلى تحويل القنوات التلفزيونية إلى مؤسسة عامة أو هيئة عامة وذلك في خطوة نحو تخصيص هذه القنوات. فيما أوضح المدير التنفيذي للحملة طارق الشيخ أن الحملة تستمر عشرة أسابيع وتهدف إلى تنفيذ منظومة متكاملة للتعريف بحقوق الطفل، وتستهدف نوعين من المجتمع هما صاحب الحق وهو الطفل والمتعاملين معه من الأفراد والمنشآت .وبين أن الحملة تعتمد على سلسلة قصصية موجهة للأطفال تم تأليفها للحملة وتم تحديد جوانبها بعد دراسة مواد الإعلان العالمي لحقوق الطفل، لافتا النظر إلى أن السلسلة تغطي أهم جوانب إعلان حقوق الطفل. وأفاد أنه تمت طباعة مئة ألف نسخة موزعة على عشرة آلاف مجموعة قصصية تتكون كل مجموعة من عشر قصص ، وتم اختيار مقاس 20 في 24 سم بوصفه المقاس المناسب للطفل في المرحلة العمرية المستهدفة . وأشار المدير التنفيذي للحملة إلى إنه سيتم توزيع السلسلة القصصية على مدارس رياض الأطفال الحكومية والخاصة داخل المملكة ، وكذا الجامعات والكليات المتخصصة في التربية والمكتبات العامة، إضافة إلى المنظمات المتعاملة مع الطفل التي تشمل الجمعيات الخيرية ومؤسسات إيواء الأطفال خارج المملكة وكذلك المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الطفل . وأوضح أن الحملة اعتمدت عشرة محاور رئيسية أبرزها سلسلة قصصية للأطفال ورسائل إعلامية في وسائل الإعلام المطبوعة وموقع إنترنت تفاعلي عن حقوق الطفل وحلقات تلفزيونية عبارة عن رسوم متحركة إضافة إلى تحويل خمس قصص من السلسلة إلى رسوم متحركة ذات حركات ديناميكية بشكل يتناسب مع طبيعة الأعمال التي تبث في التلفزيون سيتم بثها في عدد من القنوات التلفزيونية.