كشف مسؤولون في لجان الحوار الوطني الفلسطيني الذي يجري في القاهرة عن مشاكل رئيسية ما زالت تعيق التوصل إلى اتفاق بين الفصائل على القضايا الجوهرية. وأشارت مصادر مقربة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى أن الخلاف ما زال قائما بشأن برنامج الحكومة وشروط اللجنة الرباعية الدولية، والموقف من الاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية، إضافة إلى مسألة تزامن الانتخابات التشريعية والرئاسية. وتحدثت المصادر عن احتمال عودة الوفود المشاركة في الحوار للتشاور مع مرجعياتها بشأن نقاط الخلاف. من جانبه قال رئيس كتلة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في المجلس التشريعي وأحد ممثليها في الحوار عزام الأحمد إن المحادثات لا تزال تراوح مكانها، وإن خلافات بين حركته وحركة حماس تعيق التقدم بشأن التوافق على القضايا العالقة، خاصة برنامج الحكومة ومدى التزامها بالتزامات منظمة التحرير. وأضاف الأحمد أن برنامج حكومة الوحدة الوطنية السابقة الذي تصر عليه حماس لم يفك الحصار عن الشعب الفلسطيني، ولم يحمل المجتمع الدولي على التعامل مع الحكومة. من جانبه أكد الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم أن حركته ليست الفصيل الوحيد الذي يرفض التزامات منظمة التحرير. وقال برهوم إن فتح سبق أن وافقت على برنامج حكومة الوحدة الوطنية في اتفاق مكة، ودعا إلى اعتبار الاتفاق أرضية للنقاش حول برنامج الحكومة. واعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر أن القيمة الحقيقية للحوارات الجارية في القاهرة أن الفصائل تمكنت بوضوح من تحديد نقاط الخلاف ونقاط الاتفاق. وقال في تصريح عبر الهاتف للجزيرة إن موقف الجبهة واضح بشأن التفريق بين الحكومة التي يجب أن تسير المجتمع وتعيد الإعمار وبين الشأن السياسي المنوط بمنظمة التحرير الفلسطينية. وكان عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عوني أبو غوش قد أعلن قبل ذلك أن لجنة الحوار الفلسطيني في القاهرة الخاصة ببحث تشكيل حكومة توافق، علقت جلساتها إثر خلاف حول برنامج الحكومة وتشكيلتها.وقال أبو غوش في بيان صحفي إن التعليق جاء إثر اقتراح تقدمت به حركة حماس ملوحة بأن ذلك أكثر ما يمكن أن تتقدم به، مشيرا في هذا الصدد إلى أن اجتماعا خاصا عقد في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية بين فتح وحماس لتذليل العقبات بشأن الاتفاق على برنامج الحكومة وتشكيلتها. وأكد أن الساعات القادمة ستكون حاسمة بشأن موضوع تشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس توافق وطني، موضحا أن اللجنة العليا لمتابعة عمل اللجان تبذل جهودا حثيثة من أجل ردم الهوة والتقريب بين وجهات النظر. بدوره أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أن عقبات ظهرت أثناء اجتماعات اللجان، دفعت مصر لتمديد الحوار حتى يوم السبت القادم. وأوضح أن لجنة التوجيه العليا عقدت اجتماعا لتذليل هذه العقبات، خصوصا تلك التي تواجه عمل لجنتي الحكومة والانتخابات، مشيرا إلى وجود ضغط مصري في اتجاه الخروج باتفاق ينهي الانقسام الفلسطيني.