لا غرو أن التبرج بجميع أنواعه وأشكاله وصفاته وتصميماته هو في الحقيقة عند الناس العقلاء سمة لا نتقبلها .. وبصريح العبارة (التبرج مرفوض) .. ومن لا تعجبة هذه المقولة الناطقة بالحق والصدق فأنه يثبت لنا بانه ممن (يوئد الحياء) الحياء الذي هو أفضل الفضائل التي خلقها الله في النفس المؤمنة المسلمة الطاهرة النقية. لا أود أن أطيل في هذا الايجاز بل أود أن أستلهم الكلمات الواضحة حول ما ترفضه عادتنا وتقاليدنا وهو (التبرج المرفوض) الذي نرفضه بالمنطق والعقل .. كيف لا وإن الثوابت الراسخة ترفض هذه العادة المنبوذة بين فتياتنا زهرات الحياة .. لذا فان تقاليدنا ترحب بالمألوف ولا ترغب في غير المألوف مهما كانت صوره وتفاصيله. فمن المؤسف الغريب أن الموضة في هذا العصر أن الحجاب نصف حجاب يعني لا يغطي الوجه ولا الرأس ولا ندري هو مرض أو موضة عصرية ليكون شعاراً لبعض سيداتنا !!. لقد جسدت عادتنا وتقاليدنا أطراً فينا وفي أنفسنا .. وبنت فينا جسور وأصول وسمات الحياء الذي عشنا وسنعيش به مدى الحياة .. مهما تغيرت الحياة من حولنا .. الحياء عماد قيمنا وينبوع أخلاقنا التي تربينا عليها وسنربي أبناءنا جيلاً بعد جيل على هذه الفضائل .. إن بلدنا المقدس بلد الحرمين الشريفين فضله الله على سائر البلاد لأنه منبع الحق والخير ومواطنيه لازالوا تتأصل فيهم قيم الحياء .. ومهما تطورنا وبلغنا مبلغ التقدم التقني والعلمي المتحضر فسنكون أمينين على الحياء المغروس في أنفسنا وسنحافظ عليه بكل قوة وإيمان .. وليعرف المنفتحون المدعون بالمتطورين أنهم لو قيسوا بمقياس الحوار البناء المحافظ على الحياء لما هان عليهم لبس (أنصاف الحجاب) للمرأة .. والحمد لله بلادنا فيها من العلماء والاطباء والمهندسين من الصنفين (ذكوراً وإناثاً) . فإن جلهم من أبناء البلد وأجزم أن معظمهم بل أكثرهم تصدح في أعماقهم منازل الحياء .. وتترجم أعمالهم وصفاتهم أنهم لن يستطيعوا العيش بدون حياء والمحافظة على التقاليد والعادات .. والله الهادي إلى سواء السبيل. بيت شعر: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا