المآثر التاريخية والتراث العربي الإسلامي والشعبي وذكريات الأولين ، إرث تاريخي زاخر غني بالأحداث والعبر التي يستفيد منها الجيل الصاعد لتكون حافزاً لهم في حياتهم ومُستقبلهم ، وتاريخ مؤسس هذا الكيان العظيم وباني مجده المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز آل سعود لهو خير ماضٍ ينير لنا الظلام الدامس ، وقد سعى ولاة الأمر رعاهم الباري إلى تعريف من لا يعرف ما قام به والدهم تغمده الله بواسع رحمته من أعمال بطولية سعى من خلالها إلى رفع راية التوحيد ، وتوطين أطراف هذه البلاد المترامية ، وبث الأمن والأمان فيها من خلال مهرجان الجنادرية الذي يطل علينا بعبق الماضي والأصالة التي تمثل جزءاً اساسياً من شخصيتنا ، ويشارك فيه الجميع ليؤكد هويتنا العربية الإسلامية وتأصيل موروثنا الوطني بشتى جوانبه والمحافظة عليه ليبقى ماثلاً للأجيال القادمة ، فهو رمز لتراث الأجداد الذي يتوجب علينا أن نفتخر به ويتعرف عليه أبناؤنا ، حتى غدا معلماً حضارياً ثقافياً يعكس الوجه الحضاري لمملكتنا الغالية ، وقد وصل للعالمية من خلال الزوار القادمين من جميع أقطار العالم لمشاهدة فعالياته (الحفل الخطابي – الأوبريت – سباق الهجن – سباق الفروسية – الفنون والألعاب الشعبية ، النشاط التراثي النسائي ...) ويقام كل عام بعاصمة مملكتنا الغالية الرياض ليعرفنا على مسيرة أبي تركي التي سجلها التاريخ بماء الذهب ، ومن الأهداف التي يقصدها هذا المهرجان التعريف بالقيم الدينية والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ للبطولات الإسلامية لاسترجاع العادات والتقاليد الحميدة ، وإلى إيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها بلادنا الحبيبة ، والحث على الاهتمام بالتراث الشعبي ورعايته وصقله والتعهد بحفظه من الضياع ، وتشجيع دراسة التراث للاستفادة من كنوز الإيجابيات ، وتجديد تراثنا الثقافي والفكري الزاخرة بالأدب والأدباء وأئمة الدين ورواد الفكر والعلم ، وغرس الوطنية وحب الوطن في نفوس أبنائه ... إلى غير ذلك من الأهداف القيمة ، وفي هذا العام 1430ه للجنادرية طعم خاص حيث تحتفل الجهة المنظمة باليوبيل الفضي للمهرجان بمناسبة مرور 25 عاماً من عمره المديد . فالشكر الجزيل نرفعه لمقام ولاة الأمر على توجيهاتهم المباركة لتفعيل هذا المهرجان ، وإلى الجهة المنظمة التي تهتم بفعالياته ليظهر بالمظهر اللائق الذي يشرفه . من أقوال الشيخ زايد رحمه الله: لابد من الحفاظ على تراثنا القديم لأنه الأصل والجذور وعلينا أن نتمسك بأصولنا وجذورنا العميقة . ومن أصدق من الله قيلاً (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ...)