تتواصل ولليوم السابع الفعاليات والندوات المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب وتميزت محاضرة القدس في التأليف بتزامنها مع تدشين القدس عاصمة للثقافة العربية 2009م ، وأشارت الدكتورة هتون الفاسي في مداخلتها أن من محاسن الصدف أن تتناول المحاضرة القدس وهي مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم وتتوافق مع ذكرى مولده الشريف، بداية المحاضرة تحدث الدكتور روبرت شيك ( أميركا ) عن مدينة القدس عامة ومساجدها خاصة من خلال الحفريات والتوثيق الميدان والمكتبي وذلك بدراسة علمية عن خامات المواد التي استخدمت في البناء والزخرفة للمساجد والبيوت ومن ثم ربطها تاريخياً بالدول التي تعاقبت على حكم المدينة ومنها اكتشافه الحديث لنقش يرجع لعصر السلطان المملوكي « الظاهر بيرس « ومن خلال المعروضات الفلمية عرض الدكتور شيك صوراً للمسجد الأقصى وقبة الصخرة والمساجد المحيطة ومنها شواهد قبور في مقبرة باب الرحمة تعود للعصرين المملوكي والعثماني وعن الأرشفة الموثقة بخط اليد أفاد المحاضر استحضارها من سجلات المحكمة الشرعية في القدس والمتاحف التركية. وتطرق الدكتور محمد عدنان البخيت ( الأردن ) للكتابات التاريخية حول القدس موضحاً أن القدس مبنية من الحجارة عدا بعض البيوت بالطين ونظراً لعدم غزارة المياه فيها لم تتخذها أياً من الدول الإسلامية عاصمة لها رغم قداستها وموقعها، وتأتي كتب الفضائل في مقدمة الكتب التي تحدث عنها ابتداءً بالمؤرخ الرميلي عام (492ه) مروراً بالرحالة التي وصفوها كناصر خسرو والمغاربة ابن جبير، ابن بطوطة ، إضافة لليهود والمسيحيين وأخيرا إسحاق موسى الحسيني وبرأي البخيت فإن الدفاتر العثمانية أوفى المدونات عن القدس المكان والزمان وللصورة واللوحة أثر في التوثيق من خلال أعمال (فان درشين) وسعيد السيبة . ورصد الدكتور محمد غوشه (فلسطين ) مئة كتاب تحدثت عن فضائل بيت المقدس مؤكداً أن العرب لم يهتموا بتراث المدينة إلا بعد القرن ال (15) الميلادي وأن قبة مسجد الصخرة بشكلها الحالي المذهب منذ أيام السلطان العثماني سليمان القانوني وأشاد غوشه بالمصنفات الأوروبية التي ساهمت في حفظ تراث القدس المصور والمدون بعدئذ عرض غوشه عبر المجسمات الفلمية عشرات الصور البنورامية للقدس مفيداً أنه وبمعية زميله الدكتور شيك استطاعا التقاط ما يزيد عن(10000) صورة للقدس ، واستعرضت الدكتورة موضي السرحان (السعودية) القدس من خلال مؤلفات الرحالة والمستشرقين الأوروبيين موضحة أثر الحروب الصليبية في ذلك، وقبيل انتهاء المحاضرة التي أدارها الدكتور ناصر الجهيمي والدكتورة هدى الزويد توالت المداخلات والأسئلة ومنها سؤال الباحث عباس المدهش عن رحلة الألماني كارستن نيبور ورفاقه والممولة من ملك الدنمارك عام (1761م) وما أضافته من قيمة تاريخية وميدانية للقدس فأجاب الدكتور البخيت أنه لم يطلع على الرحلة وما أضافته من قيمة تاريخية للقدس ومبلغ علمه أنها كانت موجهة لمنطقة نجد وبلاد اليمن .