هاجم مسلحون قاعدة للجيش البريطاني في أيرلندا الشمالية فيما وصف بواحد من أسوأ الهجمات منذ عدة سنوات. وأسفر الهجوم عن مقتل جنديين اثنين وإصابة أربعة آخرين. ونقلت رويترز عن تقارير إعلامية أن منفذي الهجوم تظاهروا بأنهم يقومون بتوصيل بيتزا إلى قاعدة ماسيريني قرب بلدة إنتريم الواقعة على بعد 25 كيلومترا شمال غرب بلفاست عاصمة ايرلندا الشمالية. كما نقل عن شهود أن عيارات نارية أطلقت مساء يوم السبت من عربة لتوصيل فطائر “البيتزا” للمنازل. وقال شهود إنهم سمعوا سلسلة طويلة من العيارات النارية قبل إطلاق جرس الإنذار في القاعدة. وقد وقع الهجوم إثر تحذيرات من قائد شرطة أيرلندا الشمالية الأسبوع الماضي بشأن تهديدات ممن وصفهم بالمنشقين عن الجمهوريين, حيث اعتبر أن تلك التهديدات وصلت إلى أعلى مستوى منذ نحو عشر سنوات. وأشارت رويترز إلى تقارير قالت إن القوات البريطانية الخاصة عادت إلى الإقليم لجمع معلومات استخباراتية. وقد نددت بريطانيا وأيرلندا بالهجوم على قاعدة ماسيريني. وتحدث مكتب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون عن تحركات اتخذت في الأيام الأخيرة لزيادة الأمن في أيرلندا الشمالية. واتهم بيان بريطاني منفذي الهجمات بتجاهل رغبات الأغلبية الساحقة من شعب أيرلندا الشمالية ومحاولة تعطيل عملية السلام. أما رئيس وزراء أيرلندا بريان كوين فوصف منفذي الهجوم بأنهم مجموعة صغيرة من الأشرار, قائلا إنه “لا يمكن لهم تقويض إرادة الشعب في العيش بسلام”. بدوره اعتبر بيتر روبنسون -زعيم الحزب البروتستانتي الرئيسي في أيرلندا الشمالية وأول وزير في حكومة اقتسام السلطة بالإقليم- الهجوم مذكرا بأحداث الماضي. من جهته اعتبر زعيم حزب التحالف ديفد فورد -الذي أنحى باللائمة على الجمهوريين في الحادث- أن الشيء المهم هو التسوية السلمية “مهما كانت هشاشتها”, محذرا من أن تلك الهجمات يمكن أن تفقدها الاستقرار. يشار إلى أن اتفاقية سلام أبرمت عام 1998 عرفت باتفاق الجمعة العظيمة أنهت ثلاثين عاما من الصراع الطائفي في أيرلندا الشمالية بين الجيش الجمهوري الأيرلندي الذي يسعى إلى إقامة أيرلندا موحدة وجماعات بروتستانتية مؤيدة لبريطانيا. يذكر أيضا أن القوات البريطانية أنهت مهامها في الإقليم في 2007, إلا أن أعمال عنف متفرقة استمرت رغم اتفاق السلام.