لانعرف ما إذا كانت المؤهلات الجامعية خلال الفترة الحالية هي المقياس الحقيقي للإنسان مما جعل البعض يتسابق نحو الحصول عليها إما تزويرا أو شراء متناسيا القيم والمبادئ معتقدا أنه بحصوله عليها سيرتقي نحو الأعلى على غرار أولئك الذين حصلوا عليها بالجد والاجتهاد وواصلوا الليل بالنهار . فقد نشرت إحدى الصحف المحلية قبل فترة ليست بالقصيرة خبرا حول قيام أحد أئمة المساجد بتزوير ثلاثة مؤهلات جامعية تمثلت في شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه . وكان هدف الإمام كما أوضحت الصحيفة هو إيهام الناس بأنه يحمل شهادات عليا ليتمكن من كسب ثقتهم . وان كانت الصحيفة قد أشارت إلى أن فرع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف أقال الإمام من الإمامة فإننا نسأل أين هي المبادئ والقيم الإسلامية التي ينبغي أن يحملها هذا الإمام ؟ وهل ثقة الناس تأتي بمؤهلات جامعية مزورة أو مشتراه ؟ قد يكون هذا هو الواقع الذي بتنا نعيشه خلال الفترة الحالية فمن يحملون المؤهلات المزورة أو المدفوعة الثمن أصبحوا يحتلون المقاعد الأمامية وتظهر كلماتهم عبر الصحف المحلية مسبوقة بحرف ال ( د) دون أن يجدوا من يسألهم عن مصدر هذا الحرف . وبين ما أقدم عليه هذا الإمام وأولئك الذين نراهم ونسمع أخبارهم ونشاهدهم عبر وسائل الإعلام فإننا نسأل لماذا فصل الإمام من عمله وانهالت كلمات التهاني والتبريك لغيره ممن لم يسعوا إلى كسب ثقة الناس بل سعوا لخداعهم بورقات يجهلون مضمونها . إن كلاً منهم زور وخدع المجتمع بشهادات علمية لايستحقها لكن الفرق بينهم افتضاح أمر الإمام واستمرار خداع الآخرين . وكم نود من القطاعات الحكومية والأهلية أن تتحقق من المؤهلات الجامعية الصادرة من الجامعات الأجنبية وأن تطالب حامليها بمعادلتها من وزارة التعليم العالي قبل وضع حرف ال ( د) ومعاقبة كل من يضع نفسه في مكانة علمية لايستحقها وفضح أمره على غرار ماقامت به قبل فترة السلطات الأمريكية خاصة بعد أن أصبحنا نرى حاملي الدكتوراه المشتراه من الجنسين رجالا ونساء ومن حاملي البكالوريوس والمتوسطة . إن معاقبة الإمام لا تعني الوقوف الواضح أمام المخادعين فهناك كثيرون مثله يعيشون بيننا ولم يجدوا من يؤنبهم وليس يعاقبهم . فكارثة الدكتوراه في أسبوع والماجستير في ثلاثة أيام تتساوى مع كارثة بيع الأبحاث التي تباع بالمكتبات القريبة من الجامعات . وان كانت الأولى تعني خداع المجتمع فان الثانية تخرج للمجتمع جامعيين بالاسم وليس بالعقل وأملنا أن يأتي اليوم الذي نرى فيه تحركا رسميا من وزارة التعليم العالي لإغلاق مكتبات بيع الأبحاث وفضح حاملي المؤهلات المشتراه وتعريتهم أمام المجتمع فكسب الثقة والحصول على مكانة عالية لايأتي بخداع الآخرين .