أفنى زهرة شبابه في خدمة الحالات الخاصة وحمل العمل الاجتماعي بين جوانحه على مدى (36) عاماً أعطى كل ما لديه من جهد ومثابرة في خدمة الحالات الخاصة..إنه عبدالله بن أحمد عمر بالعمش الذي بدأ عمله عام 1385ه وحتى عام 1420ه تنقل في العديد من الوظائف بدءاً من الأمن العام ومروراً إلى السجون ثم العمل كاختصاصي اجتماعي في دار الملاحظة ومكافحة التسول ومؤسسة التربية النموذجية والرعاية الاجتماعية ثم مديراً لمركز التأهيل الشامل بمكةالمكرمة..(الندوة) حاورته من خلال السطور التالية.. | نود في البداية أن تحدثونا عن حياتكم أين كانت؟ وكيف كانت؟ || في الحقيقة ولدت ونشأت بحي الجميزة أحد أحياء المعابدة بمكةالمكرمة، وأن أجمل ما يمكن أن يلمع على ساحة خيالي هو تلك الحارة القديمة وقد ذكرت هذا في كتابي المخطوط والموسوم بعنوان (عبق الماضي في حي المعابدة) وهو مقاطع من سيرة ذاتية. | من هم زملاء الصبا؟ ومن هم معلموك في ذلك الوقت؟. || من الزملاء أذكر الأساتذة المكرمين: حسين عاتق الغريبي، حسن زرين ، صدقة الجابري،ابراهيم بن غانم البيشي، محمد بن عفيف ، السيد محمد حسين الجفري ، السيد محمد صالح شعيب وآخرين، أما عن المعلمين الذين تشرفت بالدراسة تحت أنظارهم كثر ومنهم : عبدالغني المالكي وأحمد سالم الفضيل وأحمد خزامي وعبدالله مشاري الهزاني وعلوي اليوسفي وصادق أبو لبن وعوض القرشي وعلي العبادي الخ.. | كيف كانت حياتكم قديماً وما الفرق بينها وبين الحياة الآن؟ || لقد كانت حياتنا القديمة تقليدية تميزت بالبساطة، أما حياتنا الحديثة فتتسم بطابع التعقيد والسرعة في مواكبة التغير الاجتماعي والتطور الفني لمتابعة كل جديد. | لكم العديد من المؤلفات الهامة ..متى بدأتم في الكتابة وما هي أسبابها؟ || لقد تدرجت في وظائف عدة وهي كالتالي: فقد التحقت بالخدمة المدنية بالأمن العام بالرياض كاتب أكاديمي في 20/4/1385ه، نقلت بعدها من ادارة المرور والنجدة بالأمن العام إلى مصلحة السجن (سجون مكةالمكرمة) رئيس باحثين اجتماعيين في عام 20/2/1392ه ، نقلت بعد ذلك من سجون مكةالمكرمة إلى دار الرعاية لأبناء المسلمين بمكةالمكرمة (أخصائي اجتماعي) في عام 7/4/1394ه ثم نقلت من دار أبناء المسلمين إلى دار الملاحظة بجدة (أخصائي اجتماعي) في 28/12/1399ه بعدها نقلت إلى مكتب الشؤون الاجتماعية بالمنطقة الغربية بجدة (موجه اجتماعي) في 13/5/1400ه ثم نقلت من الشؤون الاجتماعية بجدة إلى الطائف (مدير مكتب مكافحة التسول بالطائف)في 1/1/1401ه ، بعد ذلك نقلت إلى مدير (دار رعاية أبناء المسلمين) بمكةالمكرمة في 15/8/1405ه ثم نقلت بعد ذلك إلى مدير (مؤسسة التربية النموذجية بمكةالمكرمة) عام 1407ه بعدها نقلت مديراً (لدار الرعاية الاجتماعية) بمكةالمكرمة 16/4/ 1408ه بعدها نقلت إلى مدير (مركز التأهيل الشامل بمكةالمكرمة) في 10/2/1416ه حتى حصلت على التقاعد في 1/7/1421ه لبلوغي السن النظامية ، وبهذا فسنوات الخدمة بالعمل الحكومي (36) عاماً وشهران. مؤلفات عديدة | لكم العديد من المؤلفات الهامة ..متى بدأتم في الكتابة ؟ وما هو الجديد لديكم؟. || بالنسبة لبداية طباعة مؤلفاتي فهي بعد تقاعدي حيث تفرغت للكتابة ولما لدي من معارف ولقد صدرت لي مجموعة مؤلفات وهي: لفحات المقدسات، أناشيد للأطفال، تجارب شخصية في ميدان الخدمة الاجتماعية، حوار حول منضدة الحقيقة، أشرعت مراكبي للأفق ، وجدانيات، التحدي، ذوو الحاجات الخاصة، أناشيد للأطفال، بوابة إلى قلب رجل، مجموعة قصص متوسطة، أشواق إلى سكان طيبة، مدح نبوي ، تأملات وحكايات عن المسنين ، سنابل على ضفاف الشمس، وطن ومواطن، ولي مجموعة مخطوطات ومؤلفات أخرى قيد الإنجاز ، تتسم بالطابع الوطني والتربوي والاجتماعي والإنساني. أما الجديد عندي كتابان سيصدران قريباً ان شاء الله هما: وصف اجتماعي عن حي المعابدة تحت الإنجاز، وحول الرفق والعنف في الأسرة تحت الإنجاز. مشاركات لا تنسى | ماذا عن مشاركاتكم الأدبية، وما هي هوايتكم؟ || مشاركاتي الأدبية تعود إلى السبعينات حيث كنت أنا وصديقي حسين بن عاتق الغريبي نكتب في جريدة (الرائد) في الصفحة الفنية أيام الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين وكان يشرف على الصحفة في ذلك الوقت حمدان صدقة رحمه الله ، وبعدها تحولنا إلى جريدة (الندوة) في الصفحة الثقافية التي كان يحررها الصديق حسين الغريبي وبعدها توقفت عن الكتابة لظروف العمل، أما هوايتي الأكثر جاذبية القراءة ولدي مكتبة عامرة ولله الحمد بأصناف الكتب في كافة المجالات المصرفية وأحب أن تكون من كل بستان زهرة. سعادة غامرة | ماذا عن حالتكم الاجتماعية؟ || الحمد لله فقد اكرمني الله عز وجل بزوجة من أسرة كريمة صالحة أكرمني الله منها بأربعة أولاد وأربع بنات وهم: سالم (هندسة كهربائية)، إبراهيم (أمين مكتبات)، إسماعيل (هندسة حاسبات) ، محمد (محاسبة)، سوسن (مدربة خياطة) مريم (تغذية) فاطمة (سكن إدارة منزل) فردوس (نسيج وملابس ) بالمستوى السادس الفرقة الثالثة، وفي الحقيقة حياتي في قمة السعادة ولله الحمد. مواقف لا تنسى | هل تذكرون لنا مواقف إنسانية مرت عليكم أثناء عملكم؟ || في الحقيقة لقد مررت بمواقف إنسانية عديدة خلال عملي منها ما كتبته في كتابي (تجارب شخصية) وأهمها ما سجل تحت عنوان (العمل رسالة) وأوضحت بأن أداء العمل في المجالات الاجتماعية خاصة والأخرى عامة يتطلب الإيمان فهو أداء رسالة وليس وظيفة، وأن يكون الإنسان مقتنعاً بواجباته واثقا من نفسه مؤمناً بأدائه، وعلى المختص أن يتقبل المقيم صاحب الحالة كما هو لا كما يجب بحاله ومشاكله وظروفه ، وان يتمتع بصدر رحب وهمة ونشاط وبديهة سريعة وفطنة جيدة وحنان أبوي ، وحقيقة إن العمل الاجتماعي مليء بالمواقف الإنسانية الثرية بالمعاني السامية. أول الدواوين | كتبتم للأطفال قصصاً وأناشيد ومشاهد تمثيلية عديدة ..فهل تحدثوننا عن ذلك؟ || لا شك أن ديوان (التحدي) هو خاص بأناشيد للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة حيث يعتبر من أوائل الدواوين في العالم كمصنف لأناشيد ذوي الاحتياجات الخاصة. | من هم زملاؤكم في المجال الاجتماعي؟ || جُلَّ مدراء فروع الشؤون الاجتماعية بمكةالمكرمة هم من الذين عملوا بمعيتي إن شاء الله أثناء إدارتي لفروعها والذين اعتز بهم كثيراً وهم يقودون دفة العمل الاجتماعي بصدق وهمة واخلاص وتفانٍ. | يقولون (المجتمع دفّان) ما تعليقكم على ذلك؟ || في الحقيقة ان مقولة (المجتمع دفّان) بالنسبة لي تعتبر لاغية فكافة زملائي على اتصال بي في السراء والضراء وإني لأشكرهم على اهتمامهم ووفائهم ..ومن خلال ذلك فقد كُرِّمت بعد تقاعدي في أكثر من فرع لوزارة الشؤون الاجتماعية كما كرمت بالجمعية الوطنية للمتقاعدين وفي شهر صفر المنصرف كرمت بدار رعاية المسنين وإن ظاهرة التكريم ظاهرة إنسانية ذات دلالات حضارية ، ويعتبر التكريم أحد الحوافز للموظف المحتفى به وللموظف الجديد وهو يوم الحصاد. الجد والاجتهاد | ما هي نصيحتك لأبنائك جيل اليوم؟ وما هي أمنياتك؟ || نصيحتي لأبنائي جيل اليوم أن يطّلعوا على كل جديد ويطبقوه في حياتهم العملية بما يتماشى مع أصل عقيدتنا السمحاء وأن يسجلوا ما يمر بهم من خبرات وتجارب لتدون ولتعم الفائدة فالمجتمعات الحديثة أخذت بهذا الأسلوب لتبادل الخبرات والمعارف لتطوير العمل الاجتماعي، والجد والاجتهاد في سائر أمورهم، وأما أمنيتي فأنا أتمنى على الله سبحانه وتعالى أن يسود العالم ثقافة التسامح والسلام بما يعلي هامة الإسلام لترفرف راياته فوق قمم الكون.