نحن هنا ندافع فقط عن الحقيقة دون التعرض لأشخاص بعينهم إنما أردنا وضع النقاط على الحروف والمنافحة عن الحق والحقيقة دون تسرع في أقوال واهية كما حصل من البعض وأقول إن كل أمة عليها واجب المحافظة على تراثها وفق مناهج البحث الأمين والصادق كما عمل روادنا الراحلون عند تصديهم لبعض المفلسين في البحث لتصحيح ما وقعوا فيه من أخطاء خطيرة وقف هؤلاء الرواد الجادون سداً منيعاً ضد من يحاول تشويه التراث الأصيل مما قلل من أخطارهم في ذلك الزمن الجميل ولكن الآن بدأت معالم أضرار هؤلاء العابثين بالتراث في زيادة عبثية فمتى نحافظ على تراثنا الجغرافي وغيره والارتقاء به أمام الأمم الأخرى عندما نثبت بحق وحقيقة أننا أمة تعمل بشكل متقن ولدينا القدرة على الأعمال الجادة لتجاوز عوامل الضعف والترهل والضياع عبر بوابة العدم وعلينا ردم هوة هذه الظاهرة العدمية التي تتعاطى مع التراث بشكل طفولي ساذج فيه تشويه وعدم مسؤولية وهذا ما نلمسه ولمسناه من خلال الانتاج المقدم على الساحة الأدبية والصحفية معاً وفيه المزيد من الغث والمخالف لقانون البحث والدراسات المتزنة المعتمدة على الأمانة والمصداقية فليس كل من ألف استهدف كما يعرف ذلك المؤلفون العرب القدامى إنما التأليف منهج فيه التعب والجهد والبذل والعطاء وليس كما يفعل بعض مؤلفي هذا العصر فهل حل العقم لدينا في عالمنا العربي بدل الابداع والجودة خاصة في مجال علوم البلدان المختصة ببلاد العرب ولم نجد من يتولى مهمة علامة جزيرة العرب بحق حمد الجاسر وغيره من علماء أفذاذ أخرجوا لنا العديد من المراجع الثمينة في عصور الاسلام القديمة حتى جاء العقم الفكري في هذا العصر ولماذا لا تؤدي الجامعات دورها في هذا المجال أظن بل أجزم أن علم البلدان المختص بجزيرة العرب لم يجد حتى الآن من يبرز فيه لعدم وجود من لديه الدراسة فيه بسبب أن هذا الطريق يحتاج إلى مزيد من امتلاك ناصية التقصي في أمهات الكتب المختصة ومحاولة تطبيق المسميات القديمة على الحديثة والربط بينها من خلال المراجع الموثوقة وهذا يتوفر بشكل مؤكد عندما يملك الباحث المراجع النادرة والتعرف على الأسماء المكانية وفق ما ورد عنها قديماً لا كما أراد بعض من يسمي نفسه باحثاً عندما نسبوا زوراً وبهتاناً بعض الأماكن إلى مواقع غير مواقعها الصحيحة فصار الخلط والخرط. (يتبع).