أكد وكيل أمين محافظة جدة للخدمات المهندس خالد بن فضل عقيل أن الوضع الحالي في مدينة جدة يوضح أن حمى الضنك ما زالت تحت السيطرة، مشيرا إلى أن عدد حالات الإصابة بهذا المرض بلغ 290 حالة عام 2004م ، وارتفع نسبيا سنة 2005م إلى 325 ، ثم قفز في 2006م إلى 1308 حالات، ليعاود التراجع مرة أخرى في 2007م إلى 243 حالة إصابة ،بينما تم تسجيل 811 حالة في 2008م ، في الوقت الذي لم يتجاوز فيه عدد المصابين بحمى الضنك حتى الأسبوع السابع من العام الجاري أكثر من 74 شخصاً وفقاً لإحصائيات الإدارة العامة للشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة. وأشار إلى أن الأمانة اعتمدت في مكافحتها لحمى الضنك على برامج أساسية ومحاور عديدة منها الاستكشاف الحشري اليومي، ومعالجة المستنقعات وردمها وتخفيض مستوى منسوبها، واستخدام أجهزة ال GPSلرصدها، بالإضافة إلى نظم المعلومات المعروفة بالGIS ، والقيام بأعمال المكافحة المنزلية، ومواجهة مشكلة المياه الراكدة وتخزين البعض لها في جوالين غير محكمة الغلق بالمنازل العشوائية والشعبية والتي كانت ضمن أبرز العقبات التي تم التغلب عليها، موضحا أنه تم كذلك توزيع ستائر معالجة بالمبيدات على الأحياء من أجل منع توالد البعوض ودخوله إلى المنازل، مع التركيز بشكل أكبر على المباني تحت الإنشاء والمنتزهات ومصانع البلوك وغيرها والتي قد تمثل بؤرا خصبة لتوالد البعوض الناقل لحمى الضنك. وأضاف عقيل في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه مستشار أمين محافظة جدة وأستاذ السموم بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور أحمد نبيل أبو خطوة خلال ورشة العمل التي قام بتنظيمها المكتب الزراعي بالرياض ووكيل شركة سوميتومو للكيماويات باليابان أول أمس تحت عنوان (الأمراض المستوطنة ونواقل المرض وطرق مكافحتها وتأثيرها على البيئة والاقتصاد ) أن الهدف الرئيس لإستراتيجية الأمانة في هذا الشأن يكمن في بعدين قصير وطويل المدى حيث تعتمد على الإقلال من أعداد تكاثر البعوض ومحاولة الاستقصاء للوباء .. مؤكدا أن المحاور الخمسة التي اعتمدتها الأمانة ضمن توصياتها حدت وبشكل كبير من توالد البعوض الناقل لحمى الضنك . من ناحيته تناول الدكتور عادل الشيخ - بصحة جيزان – خلال ورشة العمل تجربة جيزان في مكافحة نواقل حمى الملاريا في هذه المنطقة مؤكداً على وجود العديد من البرامج والاستراتيجيات التي تم اتخاذها للتصدي لبعوض “ الأنوفيليس” الناقل لطفيل الملاريا، وقد تم الحد خلال هذا العام من الأعداد المتزايدة التي شهدتها هذه المنطقة في السنوات السابقة في حالات الإصابة بالملاريا. وأضاف أن أحد البرامج يتمثل في توزيع الأدوية مجاناً للوقاية من هذا المرض، مشيراً إلى وجود ا لعديد من الطرق الاستكشافية حول البعوض الناقل للمرض وذلك تحت اسم المشروع الوطني لمكافحة مرض الملاريا بمنطقة جيزان، موضحاً أن من 60 إلى 70% من حالات الملاريا مسجلة بالمنطقة. واستعرض أندى سوتن - العضو المنتدب لشركة سوميتومو بماليزيا – على الجانب الآخر تجربة مكافحة نواقل المرض بجنوب شرق آسيا، والدور الفعال للمبيدات المنتجة بواسطة الشركة في مكافحة مثل هذه الأمراض والحد من انتشارها بكفاءة وفعالية عالية، فضلا عن التركيز على صيانة البيئة والمحافظة عليها باستعمال مبيدات مطابقة للمواصفات والمعايير العالمية الدولية كونها متدنية السمية واستخدامها بكميات قليلة يفي بالغرض .. وأشار إلى أن هناك تعاون فيما بين الشركة والمؤسسات الحكومية السعودية لتبادل الرؤى فيما بينهم لتقديم مستوى عال من الخدمات سواء فيما يتعلق بالمواد المستخدمة أو الأجهزة والدعم الفني المستمر. أما الدكتور زيدان هندي عبد الحميد - أستاذ كيمياء المبيدات والسموم بكلية الزراعة جامعة عين شمس – فقد ركز على النواحي الأخلاقية للتعامل مع البيئة وترشيد استخدام المبيدات ، مشيرا إلى أن بعض النظريات في هذا الشأن اقترحت توجيه اللوم والنقد لاستخدام المبيدات على نحو يتسبب في الإضرار بالبيئة والحيوانات، كما طالبت بتطوير مبيد أفضل أو تحسين طرق التطبيق بالحصول على مبيدات سريعة الانهيار في البيئة بعد أن تؤدي الغرض منها ، أو مبيدات قد تتكسر وتتحول لمواد مفيدة، أو أخرى سامة فقط على الآفات المستهدفة .. مشددا على كل من يعمل بالمبيدات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بمراعاة الجانب الأخلاقي بشكل عقلاني وضمير حي بعيداً عن الأهواء الشخصية والصراعات الفردية. وأضاف أن تحقيق أخلاقيات التعامل مع المبيدات يجب أن يتم من خلال منظومة أخلاقيات البيئة فلا انفصام بينهما، وهو ما لن يتأتى إلا من خلال التخطيط البيئي على المدى البعيد مع مجابهة المشاكل الحالية بشي من العقلانية والصبر وإنكار الذات.