بدأت أمس في العاصمة السويسرية بيرن اجتماعات الدورة التاسعة للجنة السعودية السويسرية المشتركة . ويرأس وفد المملكة الى هذه الاجتماعات محافظ الهيئة العامة للاستثمار الاستاذ عمرو بن عبدالله الدباغ ومشاركة عدد من المسئولين الحكوميين في البلدين وعدد من رجال الاعمال السعوديين والسويسريين . وتناقش هذه الاجتماعات العديد من الموضوعات الاقتصادية والتجارية والتقنية خاصة التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة بين البلدين . وقد القى وزير الدولة السويسري ثيربر كلمة رحب فيها باجتماعات اللجنة السعودية السويسرية المشتركة مشيرا الى اهمية العلاقات السعودية السويسرية مؤكدا رغبة الجانب السويسري في تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين . واضاف ان حكومة بلاده تعطي اهتماما كبيرا لهذه اللجنة لما تتيحه من فرص الالتقاء بين المسئولين في المملكه وسويسرا . بعد ذلك القى معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار كلمة استعرض فيها العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين. وقال ان اتفاقية الاستثمار الثنائي التي وقعت في ابريل عام 2006م في سويسرا ادخلت حيز التنفيذ في شهر اغسطس الماضي وتمت ازاحة كافة العراقيل التي تقف امام تطوير التعاون الثنائي المستمر بين البلدين . واشار الى ان المملكة العربية السعودية سجلت اكبر فائض في تاريخها مؤكدا ان ميزانية عام 2009م تدل على مدى ثقة المملكة في امكانياتها لمواجهة الوضع الحالي حيث تم رصد مبالغ اضافية لدعم برنامج الانفاق في المملكة والذي يعتني بصفة خاصة بالقطاعات الاقتصادية الاساسية . وفيما يتعلق بالاستثمارات الاجنبية المباشرة اوضح محافظ الهيئة ان مجلس الاممالمتحدة للتجارة والتنمية صنف المملكة العربية السعودية عام 2008م كأكبر مستقبل للاستثمارات الاجنبية بين دول منطقة الشرق الاوسط ووضعها في المرتبة الثامنة عشر على الصعيد العالمي مؤكدا ان هذا الامر يعتبر سارا خاصة وانه يتعلق ببلد تحتل فيه رؤوس الاموال المرتبة الثامنة على مستوى الصادرات بعد النفط . وفيما يتعلق بالتنافسية قال الدباغ ان المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الاولى في منطقة الشرق الاوسط والقارة الافريقية والسادسة عشر على الصعيد العالمي طبقا لتقرير البنك الدولي حول سهولة ممارسة الاعمال كما تطمح المملكة الى الوصول الى مصاف افضل عشر دول في العالم من حيث التنافسية بنهاية عام 2010م . واضاف ان المملكة تقوم ببناء اربع مدن اقتصادية في المناطق الاقل تطورا في البلاد وتطمح كل من هذه المدن الى ان تصبح الاكثر تنافسية في مجالات العمل والترفيه والعيش والبيئة وستستضيف كل مدينة فضاءات تستوعب الصناعات المرتبطة بمزايانا التنافسية . كما تتوقع المملكة ان يصدر قانون الرهن العقاري هذا العام والذي من شأنه ان يمثل حافزا اضافيا. واشار الى ان القطاع المصرفي المعروف بتطبيق اقل نسبة من اسعار الفائدة اثبت صلاحيته وحسن تنظيمه ومقاومته للازمة المالية ويأتي ذلك نتيجة لتوفر واحد من افضل الانظمة المالية في العالم حيث اعلنت كافة البنوك في المملكة من تحقيق ارباحا في الربع الاخير من عام 2008م . كما القى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سويسرا حازم محمد كركتلي كلمة نقل فيها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز . واعرب عن ثقته في ان هذا التجمع الكبير الذي يضم نخبة من رجال الاقتصاد والاستثمار من كلا البلدين الصديقين سيخرج بنتائج ايجابية تساهم في تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية وزيادة فرص الاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين بما يخدم مصالحها المشتركة . واكد السفير كركتلي على الاهمية التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين لدعم التعاون الاقتصادي والفني بين البلدين وتقليص العجز في الميزان التجاري بين البلدين عن طريق زيادة الصادرات السعودية الى سويسرا وشدد على ان ابرام اتفاقية لتفادي الازدواج الضريبي بين البلدين على غرار ما قامت به المملكة مع دول كبرى في اوروبا سيكون له اثارا ايجابية على تشجيع الاستثمار بين البلدين. بعد ذلك بدأت اللجنة في بحث ومناقشة المواضيع والمسائل المدرجة في جدول اعمالها.