سألته لماذا أنت هنا .. وبناتك هناك يدرسن بالخارج لا رقيب ولا حسيب ولا أحد يسأل( إنت فين رايحه ولا إنت من فين جايه) الكل بسيارة يخرج متى شاء.. ويعود متى شاء.. أليس في بلادنا التعليم العالي وغير العالي متاح والتحضير لدراسات عليا متاح ؟ قال : نعم ولكن (البرستيج) يا أخي: أنا من أسرة معروفة منعم عليها ربنا بالمال والسيط ولا بد ( للبرستيج ) أن يكون في كل مناحي حياتنا لأنه بيعكس وجاهتنا ومكانتنا بالمجتمع وبالتالي نظل في مصاف ومراتب العوائل العالية المكانة واللاتي معظم بناتهن يدرسن بالخارج ويعشن هناك ولا يتواجدن هنا في البلد الأم إلا فيما ندر من مناسبات إن كانت رسمية أو عائلية..وسألته هل تستطيع من هنا أن تراقب وتحافظ على بناتك ؟ وتعرف خطواتهن وحركاتهن؟ أجاب : نعم عن طريق الهاتف يوماً بعد يوم.ثم سألته وهل هذا يكفي؟ قال: نعم.ثم سألته .. وأين دفء الأبوة ، والتواجد في لحظة الحاجة وإحساسك بالمسؤولية أمام نفسك ثم أمام ربك إذا حصل لإحداهن مكروه أو تمكن شيطان من شياطين الإنس في مسمى ( زميل) من إغوائها بحكم ( البرستيج) وجعلها ترسو على شاطئ الخطأ ثم تفاقم الخطأ وتعددت أشكاله حتى ينتهي بفضيحة لا يصلحها العم(برستيج)؟ أجاب .. يا أخي إنت للأسف نظرتك سوداوية ومحدود التفكير وللأسف تعليمك العالي ما مكنك من الرؤية الواضحة للكثير من التطورات البشرية والعلاقات الاجتماعية الحديثة القائمة على معرفة كل شخص بقدرات نفسه وتمكنه من ذلك. يا أخي بناتي مؤدبات وربيتهن على الحشمة والحياء والدين والأخلاق الفاضلة ؟ ولا أشك في سلوكيات أي منهن . أعوذ بالله منك ومن أفكارك ورجعيتها. وبعد أن أقفل (صحيفة الهذرة التي يحفظها )..أفهمته أن الموضوع ليس له علاقة بشك أو ريبة, الموضوع يتعلق بنظرتنا السطحية غير الصحيحة لمفهوم (الحشمة والحياء والدين والأخلاق الفاضلة) فهل من الأدب أن تخرج البنت مع زميلها في الجامعة للمذاكرة لوحدها؟وهل من الحشمة امتلاكها لسيارة خاصة تُرْكِبْ فيها من تريد من الزملاء والزميلات ؟ وهل من الدين اختلاطها هناك بالشباب وهي بكامل أناقتها ؟! وهل من الأخلاق الفاضلة أن تضع يدها بيد زميلها ويتمشيان والكتف بالكتف؟! وهل من القيم أن تنخرط في.. (شباب في رحلة).. قال يا أخي اقفل هذا الموضوع أرجوك. العم(برستيج) مأساة كثير من العوائل إن كان داخل الوطن أو خارجه .. وخاصة إذا اتخذناه ديدناً لحياتنا لا نستطيع أن نتعامل مع البشر الآخرين ولا نقيمهم إلا به وعن طريقه ومن خلاله.. العم (برستيج) بركان ما يلبث أن ينفجر في لحظة من اللحظات وبدون مقدمات وعندها قد لا نستطيع أن نحمي من نحب من أمام قدائف حممه المشتعلة وجريان سيوله المنصهرة .. العم (برستيج) يا جماعة.. سلخ منا العديد من العادات والقيم والمبادئ الجميلة الرائعة والمثل التي تربى عليها أسلافنا.. العم (برستيج) هوى ببعضنا إلى الحضيض وغسل وجوه بعضنا بماء التملص ونكران الجميل.. العم (برستيج) باعد بين الأسر.. ومحا من قاموس التعاملات الإنسانية أسمى وأنبل القيم والأخلاق الفاضلة.. العم ( برستيج) خلع من على رؤوس الكثيرين منا عباءات الحياء والحشمة وألبسنا معاطف الغطرسة والغرور ..العم (برستيج) أفرغ من بعضنا النكهة العربية .. وحقننا بالنكهة الغربية التي فيها ما فيها من الشوائب والعوالق والطحالب السامة النتنة.. التي لا تتماشى مع ديننا الحنيف وتعاليمه السمحة الرائعة.. العم( برستيج ) أوقع الكثير منا في مستنقع الأمراض المستعصية ، والأوبئة الخطيرة والهلوسة.. العم ( برستيج ) ألغى المواقف النبيلة بين المجتمع وبين الأسرة الواحدة. تصوروا ( سين) من الناس للأسف نفى أن تكون هذه أمه بعد أن من الله عليه بالمال وأمه مازالت تسكن في ( الأربطة ) وجعل فلاناً تبرأ من أخوته لفلان بسبب (فقر) الآخر العم ( برستيج) لا سامحه الله ولا أبقاه .. فرق الكثير من القلوب المتحابة .. العم (برستيج) أودع الكثير منا السجون..إخوتي الآباء هلموا قبل فوات الأوان .. وانتشلوا (بناتكن ) وأبعدوهن عن أنياب العم ( برستيج) فأنيابه سامه ، وسمها للأسف مزمن وترياق الشفاء منه معجزة ، وطريق صعب لا يفضل من ابتلى بهذا السم أن يمشي فيه للشفاء لأنه سيخاف أن يخفوا بريق ( برستيجه ) فتنزل مكانته الاجتماعية بين معتقدي هذا المسلك وبالتالي يخرج من دائرة الضوء.