كان أمل تلك الوجوه التي يحاول مرض السرطان الفتك بها.. أكبر من هذا المرض الخطير. أطفال مصابون بمرض السرطان يحملون أحلامهم في قلوبٍ مرهفة مفتوحة للحياة.. لم يشعّ بها الظلام، بعضهم يحلم بأن يصبح طبيباً، والبعض الآخر يحلم بأن يكون مهندساً، وآخر يتمنى أن يكون معلما .. وهناك منهم من تأخذه الأحلام للتاريخ ويرسم وجه مستقبله في أن يكون عالم آثار ..أطفال ولكن.. كبار عندما جمعتهم طفولة الأمل التي يسورها ألم السرطان.. يبتسمون لأن إيمانهم كبير.. يبتهجون بالقادم الزائر.. يبتسمون ومن ابتساماتهم يستعيد الأمل وهجه في الروح. تحدثهم .. ويحدثونك عن ألم الجسد الذي كما لو انه ألم الروح .. إلاّ أن أرواحهم كانت أكثر صلابة من أرض ترسم تاريخ الكبرياء على جدران الذاكرة. الطفلة بدور سبع سنوات تعاني من مشاكل دموية حيث تقول إبرة المستشفى مؤلمة وعندما أراجع المستشفى اطلب منهم يعالجوني بدون الإبرة . وطالبت الطفلة بدور الأطباء بأن يكتشفوا علاج دون استخدام الإبر المؤلمة. الطفلة ابتهال 9 سنوات تقول أدعو لكل من تبرع لنا بالمساهمة وأعطاني الدواء وعالجني واشكر الأطباء الذين ساهموا في علاجي . وتحدث والد الطفلة أريج عن سعادته وهو يرى الفرحة في عين ابنته وهي تشارك في الألعاب والضحكات مع الأطفال ، منذ أن اختفت حيويتها منذ إصابتها بسرطان في الدم منذ شهور وهي مستمرة الآن على جرعات العلاج الكيمائي وحالتها في تحسن ملحوظ. وقالت أم بدور عن حالة ابنتها التي تبلغ من العمر سبع سنوات أن عملية متابعة طفل مصاب وعلاجه ليست مسألة سهلة إضافة إلى مشاعر الأسى التي يعاني منها الوالدان تجعلهما يحتسبا الأجر عند الله، وأشادت بالجهود المبذولة من أجل الترفية عن الأطفال المرضى والتخفيف من آلامهم والاهتمام بحالاتهم النفسية، وتعزيز الثقة بالنفس والشعور بالاطمئنان في نفوس الأطفال وآبائهم وأمهات لهو أعظم عمل إنساني . وكان مركز قاري الطبي بجدة لعلاج أمراض الدم والسرطان بجدة احتفل وذلك تزامنا مع اليوم الوطني للسرطان على كورنيش البحر الأحمر ، وسط جو بهيج وممتع للجميع وبمشاركة الأهالي وحضور أكثر من 100 طفل من داخل وخارج المركز، وكان البرنامج المعد للأطفال المصابين بمرض السرطان يستهدف الأطفال الخاضعين للعلاج الكيميائي من خلال توزيع الهدايا والألعاب لهم في المستشفيات بعد انتهائهم من جرعة العلاج، في محاولة لتخفيف الآلام الناتجة عنه. ونبه الدكتور عبدالرحيم قاري إلى أهمية الكشف المبكر للأورام وأثره في نجاح العلاج والخطة الثلاثية الأبعاد التي يضعها أطباء المركز بعد دراسة الحالة المرضية واختيار الأسلوب الأمثل المركب من الكيميائي والإشعاعي والجراحي بأولويات مختلفة حسب الحالة واحتياجها . وركز على أهمية المشاركة في البرامج الطبية الاجتماعية للكشف المبكر عن أمراض السرطان خاصة سرطان الثدي عند النساء الذي سجل النسبة الأكثر شيوعا لدى النساء السعوديات في السنوات العشر الأخيرة حسب الإحصائيات الأخيرة لسجل الوطني للأورام الذي يشير إلى أن أكثر من 600 سيدة تصاب سنويا بهذا المرض الخطير في المملكة، كما أن السيدات اللاتي في مقتبل العمر يصبن بشكل أكثر بسرطان الثدي. حيث تصاب نحو 315 سيدة في الفئة العمرية بين 25 و55 عاما سنويا و116 سيدة في الفئة العمرية بين 55 و70 عاما، أي أن ثلثا حالات أورام الثدي في المملكة في السيدات دون سن اليأس والثلث في السيدات بعد سن اليأس وهذا عكس الدول الغربية. وهذا يجعلنا نراجع التوصيات التي تصدرها الجهات الغربية في البدء بالكشف المبكر عن الأورام ابتداء من سن 40 إلى 50عاما.