تعتبر الشهادة الجامعية هي المطاف الأخير لمرحلة التعليم لكل إنسان إلا من رغب في مواصلة التعليم العالي للحصول على شهادة الماجستير والدكتوراه ، والتقدم العلمي الذي يواكب حياتنا الحاضرة يجعل ما يتعلمه الإنسان ويتدرب عليه عديم النفع بعد فترة وجيزة من الزمن ، فالمعلم أو المهندس أو الطبيب أو الصيدلي أو المحاسب أو .... غيرهم يواجهون تحديات كبيرة في عملهم تجعلهم بدون التعليم المستمر والمتابعة الدائمة لتخصصاتهم ومجالاتهم يخرجون من دائرة عملهم وتخصصهم إلى دائرة الانقراض ، فكما أبدلت الثورة الصناعية معظم مهن ووسائل الحياة السابقة ، فإن المعلوماتية تغير كل -أو معظم- الوسائل الحالية ، ومعها أيضاً مهن ومؤسسات وأنظمة اقتصادية وتعليمية واجتماعية ، فالتعليم المستمر مدى الحياة أصبح مطلباً ضرورياً يجب أن يلتفت إليه من قبل جهات الاختصاص ، فلم يعد التعليم الإلزامي في المدارس والجامعات كافياً لتأهيل المجتمعات وتنميتها ، فهو ليس نظاماً فرعياً في المجتمع ، وليس مقصوراً على المدارس والجامعات ، ويمكن أن تقوم به جميع المؤسسات الخدماتية والاقتصادية والاجتماعية والمعلوماتية ، فالتعليم المستمر والتدريب أصبح ذا درجة عالية من الأهمية يستدعي أن تقوم به المنشآت الحكومية والأهلية لمنسوبيهم لتجديد معلوماتهم في ضوء المتغيرات المتسارعة التي تتطلب بناء قوة عمل مؤهلة تتكيف مع التقنيات الجديدة المنتشرة في عالم الحياة ، وقد تبنت اليونسكو عام 1976م فكرة (المجتمع الذي يتعلم) واليوم لم تعد هذه الفكرة ترفاً بل هي أكثر ضرورة من مراحل التعليم الأولية ، فالحياة في وقتنا الراهن ليست فترة تعليم وعمل ، وإنما غدت عملاً وتعليماً مستمراً ، جاء عن الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب ، لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه – وقال الزهري رحمه الله - ما عُبِد الله بشيء أفضل من العلم - ومن خلال تلك الإيضاحات ، ومن وجهة نظر شخصية أرى أن يكون هناك اختبارات تقويم مستمرة تحريرية وعملية (حسب الاختصاص) كل أربع سنوات لحملة الشهادات الجامعية والدراسات العليا من قبل وزارة التعليم العالي مقابل رسوم رمزيه ، يمنح بعد اجتيازها المنتسب إليها شهادة تثبت استمرارية الوثيقة الممنوحة له ، وأنه يحق له استعمالها في حياته العملية لمواكبة معلوماته الثقافية ثقافة العصر الحالي ، وعلى ضوئها يتم ترقيته ومنحه الزيادة السنوية من قبل المنشأة التي ينتمي إليها . همسة: اطلب العلم من المهد إلى اللحد. شعر: تعلم فليس المرء يولد عالماً وليس أخو علم كمن هو جاهل ومن أصدق من الله قيلاً (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) .