| بمضي العام الهجري 1429ه ودخول العام الهجري الجديد 1430ه تدخل مجلة المنهل عامها (75) من عمرها المديد - إن شاء ا لله - في خدمة الآداب والعلوم والثقافة ..شعارها كما تعودت في كل عام (إلى الأمام على الدوام) غير آبهة بما واجهها في مسيرتها الطويلة من صعاب وعقبات وخاصة الجانب المادي الذي هو عصب استمرار البقاء لأي مطبوعة ..ولكنها واجهت كل ذلك بالعزم والصبر والاحتساب ودعاء المحبين ووقوفهم إلى جانبها وفي مقدمتهم الدولة - أيدها الله - تقديراً وعرفانا بدورها الريادي وتاريخها العريق المشرف في خدمة الوطن والأمة (أدبياً وعلميا وثقافيا) على امتداد تاريخها الطويل..وما تزال تعطي في هذا الجانب دون كلل أو ملل. | كان صاحبها ومنشؤوها الأديب العلامة الراحل الشيخ : عبدالقدوس الانصاري الساعد الأيمن - بعد الله - في تبني مواهب الشباب من ناشئة الأدب وشداة القريض والأخذ بأيديهم إلى تحقيق طموحاتهم الأدبية وكان موجها لهم قبل أن يكون مشجعاً وكان لها الفضل بعد الله في خدمة الحركة الأدبية بالمملكة - تاريخاً ومسيرة- على امتداد تاريخها الطويل المجيد، وكانت جامعة تخرج فيها العديد من أرباب القلم في شتى مجالات الكتابة. | وإلى جانب الجهود التي بذلها صاحبها وأسهم بها في مسيرة الأدب السعودي منذ تأسيسها عام 1355ه فقد أثرى المكتبة العربية ببحوثه الرصينة في مجال الدراسات الأدبية والتأريخية واللغوية والشعر والقصة والآثار والتي كانت ومازالت مرجعا هاما للباحثين والدارسين على حد سواء. | وبحكم تواصلي المستمر الطويل بهذه المجلة وصاحبها ..فقد عرفت فيه: التواضع والحلم والخلق وحسن التعامل والاستقامة والتفاني في خدمة الوطن والأمة والقيادة وقد صحبته في أكثر من مهمة صحافية وثقافية وتاريخية وآثارية أثناء زياراته المتكررة للطائف ووقوفه على بعض معالمها التأريخية والآثارية منها (السد السملقي) بوادي ثمالة من ضواحي الطائف ..ورحلته الاستطلاعية لمنطقة الباحة واصداره أحد اعداد المجلة عنها بدعوة من معالي أميرها آنذاك الأمير الأديب سعود بن عبدالرحمن السديري - مد الله في حياته - وكان أحد كتاب المنهل في تلك الفترة. | كما شارك الانصاري - رحمه الله - في العديد من المناسبات الثقافية من ذلك محاضرة عن سوق عكاظ تأريخا (وموقعا) ألقاها بنادي الطائف الأدبي في أولى سنوات تأسيسه. | ومهما استرسلت في رصد الجهود الأدبية والثقافية الرائدة التي حققتها هذه المجلة منذ فجر تأسيسها حتى الآن وما بذله صاحبها ومؤسسها في سبيل ذلك من جهود لا تنسى ..فلن آتي على كل ذلك ..وانما أردت الاسهام بجهد المقل في احتفاليتها بدخولها عامها (75) وكلها عزيمة ومضاء في خدمة الأمة والوطن.. | وختام القول: فالكل يتساءل : عن مشروع (دارتها المنتظرة) والذي مضى عليه عدة سنوات دون أن نراه إلى حيز الظهور؟!. | إن بقاء هذه المجلة في موقعها الحالي المنزوي عن الأنظار والواقع في حي بات مشغولاً بالوافدين على مختلف جنسياتهم (سكناً وتجارة وسوق خضار) لا يليق بها وبمسيرتها الطويلة..ومكانتها المرموقة؟. | فهل نرى قريبا ما يحقق ظهور مشروع (دارتها) إلى حيز التنفيذ..ونراها في مكان بارز يليق بها وبمسيرتها العطرة وتاريخها الطويل الحافل بالانجازات الأدبية والثقافية والتاريخية على امتداد (ثلاثة أرباع قرن) من تاريخها الطويل؟ نرجو ذلك وبالله التوفيق.