ان مما يزيد النفوس يقينا برقي هذه الدولة حين يسمع القاصي أو يلمس الداني عن كثب أو تعانق عيناه ما تحظى به هذه البلاد المقدسة من رقي يأتي في أولويات اهتمامات قائد موكب مسيرة الانفتاح سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله وحكومتهم الرشيدة التي تترسم خطاهم سياسة ومنهجاً لذلك فهو حينما تم اختيار سيدي سمو الأمير خالد الفيصل أميرا على مكةالمكرمة فهذا يعني ان سموه يتقلد أمانة رعاية شئون أطهر بقاع الأرض وليظل رائدا لنهضتها وناظرا وراعيا لمصالح أهلها الذين يجعلون قدره تاجا على رؤوسهم وحبه في موضع قلوبهم لأن سموه جدير بهذا القدر وهذا الحب لما اتسم به من اخلاصه للدين وهذا يتجلى في ايمان سموه بحتمية ترسيخ مفهوم الوسطية والركون لفلسفة الاعتدال والاعتزاز بالدين ووطن الانتماء والاعتماد على الثقة بالله ثم الاعتماد على النفس بالمثابرة والاجتهاد لبلوغ الآمال هذا الى جانب أن مكةالمكرمة جديرة بمسئول بليغ بلاغة سموه وهو ما يؤكده اصراره على أن المواطن ايا كان موقعه يجب ان يكون شريكا في خطط التنمية كما يؤكد سموه على أهمية خلق روح التنافس في كافة المجالات للارتقاء بمستوى اداء كل مجال لذلك يصر سموه على المضي بهذه البلاد من خلال رقيها العمراني لايصال المملكة الى مرتبة العالم الاول لذلك فلئن كان سموه اتسم ببلاغة الفكر الخلاق كذلك يجمع بين صبابة العشاق ودماثة الأخلاق لهذا يوشي به عشقه لمعشوقته التي يوحي إليه يقينه بأنه سيظل حبها يسكن في أعماق قلبه وقلوب الملايين من المسلمين وستظل مكانتها الى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولن يقدر أحد على جحود ازلية قداستها لذلك يترجم حبه لمعشوقته بما تمليه عليه نفسه التواقة للاصلاح وما يترجمه اصرار سموه على التخطيط والتطوير الراقي ليقدمه عربون حب لمعشوقته مكة أم المدن بيد انه وفي عنفوان هذا الحب الازلي تتجلى أسمى معاني دماثة الخلق في شخص هذا المسئول الواعي لايمانه بأن ولايته على مكة تعني لسموه حمل مسئوليات جسام أمام الله والناس لذلك لم يجد سموه بدا في أن يشيع الطمأنينة في النفوس الولهى ويبعث الأمل في القلوب الوجلة ليؤكد اهتمام الدولة أيدها الله بمستحقات التعويض لأصحاب المباني التي سيتم ازالتها لغرض تطوير احياء مناطق المملكة وفي عدادها منطقة مكة التي ظل الكثير من احيائها تلتصق بها سمة العشوائية وخاصة حي الخنساء الذي سيتم ازالة بعض من المباني التي تعترض احد مساراته حيث سيحظى أصحاب المباني التي سيتم ازالتها بتعويضات مجزية لا غبن فيها ولا جور ولا غمط لتمكينهم من شراء مبانٍ بديلة عن مبانيهم وهي بشرى خير لها بالغ الأثر في أن تثلج صدور المواطنين وتضاعف اليقين في أن الدولة أيدها الله لا تفتأ تتلمس معاناة المواطنين وتعيش همومهم وهذا ما يجعل شريحة كادحة من شرائح المجتمع تجأر بالشكوى الى الله ثم لولي الأمر لما ستؤول اليه حالهم التي ستصبح تحت سندان النزوح ومطرقة صلف اصحاب المباني التي لم يشملها أمر الازالة حيث فاجأهم أصحابها باصرارهم على اخلائها بزعم اجراء الترميمات بيد أنهم يبيتون النية على تأجيرها أجرة موسمية وامتناع الكثير من اصحاب العمائر السكنية عن تجديد العقود مع السكان الذين عاشوا فيها عشرات السنين بالرغم من بعد مواقعها الا انه ما سوف يكون وما ستئول اليه حال هذه الأحياء من استراتيجية لمواقعها جعل الكثير من اصحاب العمائر السكنية في كثير من احياء مكة يعزفون عن تأجير عمائرهم ويصرون على اخلائها من سكنها لاعدادها للايجار الموسمي فهم يوقنون بأن الحصول على تصاريح الايجارات الموسمية لا يعتريها اي مشقة، ولا يكلفهم ذلك سوى اجراء بعض الترميمات والتعديلات على تلك العمائر التي أتى عليها حين من الدهر وذلك لذر الرماد في العيون، فلكم هو مؤلم ومحزن ان يتخيل اصحاب القلوب الرحيمة ما ستئول اليه احوال سكان مائة عمارة لم يشملها امر الازالة مهددون باخلاء الشقق التي يسكنونها منذ عقود في حي واحد فكيف ببقية الاحياء فأين يذهب سكان هذه العمائر اذا ارغموا على الاخلاء ولم يجدوا بديلا عنها بعد أن اصبح جميع اصحاب العمائر السكنية يصرون على عدم تأجير عمائرهم أجرة سنوية فلقد تفتق عن فكرهم بدعة تجارية وهي تأجير العين المطلوب تأجيرها سواء شقق أو دكاكين أجرة شهرية تبدأ من شهر محرم وتنتهي في شهر شوال الذي يشترط فيه الاخلاء لكل من يرغب السكنى في عمائرهم ليقوم اصحابها بتأجيرها لشهري ذي القعدة وذي الحجة على رؤساء حملات الحجاج أو أعضاء بعثات حجاج الدول الاسلامية لذلك ومما لا يدرك كله يدرك جله حيث يثبت أن معضلة اسكان الحجاج بالعمائر الواقعة بالاحياء النائية عن الحرم وترك العمائر الواقعة بالقرب من الحرم هي البذرة التي انبتت معضلة نزوح سكان العمائر الواقعة بتلك الاحياء النائية حيث تظل تتعذر السيطرة على احدى هاتين المعضلتين ما لم يتم اجتثاث جذور احداهما وستظل تتفاقم تداعيات المعضلتين والضحايا هم فئة من البسطاء هم حجاج بيت الله الذين يعلم الله كيف تسنى لهم توفير المال لتغطية مستلزمات رحلة الحج هذا بجانب فئة أخرى من ابناء الوطن وهم تلك الشريحة الكادحة من شرائح المجتمع الذين تحكم عليهم ظروفهم ان يقتصوا من قوت عيالهم ليدفعوها لأصحاب العمائر السكنية التي تأويهم وعوائلهم منذ عشرات السنين فهلا أن تحظى هذه الفئة المغلوبة من ابناء هذا الوطن ولو بغيض من فيض اهتمامات امير البلاد لما عرف في سموه من عمق التفكير وصائب الرأي وفق الله سموه لما فيه صلاح حال ابناء هذه البلاد.