منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة كان لدولة تركيا ولرئيس وزرائها رجب طيب أردوغان موقف متميز في مواجهة ذلك العدوان ، بل كان أردوغان ورغم العلاقات التي تربط بلاده بإسرائيل اكثر المنتقدين لاسرائيل ولجرائمها التي لم ينج منها أحد في غزة و الأكثر مطالبة لها بوقف العدوان والانسحاب من غزة والاستعداد لارسال قوات تركية إلى غزة إذا استدعى الأمر ارسال قوات دولية لتثبيت وقف اطلاق النار وقد كان لأردوغان موقف متعقل من أجل تكوين جبهة معادية للعدوان الإسرائيلي بعيداً عن الضوضاء والغوغائية التي لجأ إليها آخرون من غير أي رؤية عملية للحل. والجميع كان يحس بصدق كلمات أرودغان ويحس بالألم في قسمات وجهه عندما يتحدث عما يدور في غزة ولهذا كان من الطبيعي أن ينفعل أردوغان من العبارات الكاذبة التي أراد شيمون بيريز أن يروج لها في منتدى دافوس ، فعندما قال بيريز : (إن إسرائيل لم تفرض حصاراً على غزة فلماذا يقتلوننا ؟ ما الذي يريدونه منا؟ فلم يحدث أبداً أن تعرضت غزة ليوم واحد من الجوع). أمام هذه الفرية كان لابد لأردوغان أن يقول الحقيقة وهو يجلس جنباً إلى جنب جوار بيريز ولكن رئيس الجلسة يبدو أنه يتضايق أيضاً من قول الحقيقة فقاطع أردوغان كثيراً حتى لا يكمل كلمته أمام هذا الموقف غير العادل والذي شعر فيه أردوغان بغمط الحق لم يكن أمامه إلا أن يغادر مقاطعاً مؤتمر دافوس قائلاً: (أشعر بالحزن عندما يصفق الناس لما قاله (بيريز) لأن عدداً كبيراً من الناس قد قتلوا ، واعتقد أنه من الخطأ وغير الإنساني أن نصفق لعملية اسفرت عن مثل هذه النتائج). وقد رأى أردوغان في أكاذيب بيريز ما يتوجب الرد عليه وعندما لم يعط الفرصة كاملة غادر متعهداً بعدم المشاركة ثانياً في مؤتمر دافوس لأنه حرم من الحديث ورأى في ذلك انتهاكاً لشرف وكرامة تركيا وقال أردوغان إنه مكلف بالحفاظ على شرف الأمة التركية.