يحكى أن : آباءنا وأجدادنا عاشوا في زمن متجرد من التكنولوجيا الحديثة وأنهم لا يعرفون منها شيئا وكانوا عند ظهور الراديو والتلفاز من المستغربين المستنكرين لهذين الجهازين العجيبين وهم من بين مصدق وغير مصدق ، ويتناقلون الأخبار من قرية لأخرى حول ظهورهما ، حتى أصبح مألوفا لديهم شيئا فشيئا ، بل كان الواحد منهم يستفيد من هذه الأجهزة وقت فراغه ويجتمع حوله من بني مجتمعه آنذاك مجموعة من الناس ويتبادلون أطراف الحديث وهم في جو من الراحة والمحبة والألفة ، عاشوا حياتهم قبل ظهور فيروس – أ ب ت ز – المدمّر . واليوم ومع ظهور الكثير من الأجهزة الحديثة التي فاقت على أجهزة زمن آبائنا وأجدادنا والتي من أبرزها وأشدها انتشارا هو جهاز الحاسب الآلي (الكمبيوتر) الذي جعل العالم كله قرية صغيرة يتبادل سكانها أطراف الحديث والزيارات من خلال شاشة العرض الخاصة به وعن طريق خدمة الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) والذي أخذ في التوسع بواسطة برامجه المتردية منها والنطيحة حتى أصبحت قريته مدينة أشباح في وضح النهار والتي من أشهرها برنامج المحادثة الصوتية والمرئية وهو ما يسمى ب الماسينجر، وهذا هو الحامل لذلك الفيروس الخطير ... ولذا كان لزاما علينا التنبيه والتحذير منه ...فبين الحين والآخر نقرأ في الصحف وعبر رسائل الجوال الإخبارية العاجلة بأنه تم القبض على شاب قام بابتزاز فتاة وهددها إن لم تلبى رغباته بنشر صورها التي حصل عليها . (من أين حصل على صورها؟) عن طريق الماسينجر ، (ومن الذي أرسل له الصور؟) طبعا الفتاة نفسها أرسلتها له وهي في غاية الطمأنينة والوعود الكاذبة من فارس أحلامها المنتظر؟ وهذه الابتزازات من قبل ضعاف النفوس أصبحت تشكل خطرا عظيما على المجتمع المسلم الذي يحارب مثل هذه الرذائل وأصبحت فيروسا ينتقل بين الحين والآخر بين فئات من الشباب يهدد بناتنا وأخواتنا اللاتي اتخذن من الانترنت تسلية طوال اليوم والليلة حتى يقعن فريسة سهلة المنال لذئاب لا تعرف الرحمة باسم التعارف والصداقة والزواج عبر الانترنت ، فكم من المصائب سجلت في ملفات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكم من فتاة أصبحت رهينة لصورها ، وكم من شاب ضيّع هذا الفيروس مستقبله فأصبح ولم يمس وأمسى ولم يصبح إلا وهو بين قبضة رجال الهيئة الساهرين على حماية بناتنا وأهلينا . ولكن إلى متى ستظل الفتاة المسلمة تسير في هذا الطريق وقد رأت وشاهدت ولم تعتبر؟ إلى متى يظل الآباء والأمهات والأزواج في غفلة ويتركون الحبل على الغارب ويغطون في سبات عميق لا يستيقظون منه إلا برنة هاتف أو نداء متأخر ؟ لقد آن الأوان أن نحذر من هذه الأجهزة الموبوءة المليئة بالفيروسات المدمرة وأن نتذكر قول الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) إمام وخطيب جامع الكعكي بمكة المكرمة للتواصل : [email protected]