| ليس جديداً على (عصابة إسرائيل) القيام بمثل هذه الأعمال الإرهابية البشعة التي بليت بها (غزة) الحبيبة، والتي أوقعت بأهها القتل والدمار، في معركة غير متكافئة، ذهب ضحيتها الشيوخ والنساء والأطفال، ودمرت مساجد يُذكر فيها اسم الله، ومنازل تأوي الأبرياء، ومستشفيات تضمد الجراح.. ليس هذا غريباً على أحفاد (ثيودورهيرتزل) مؤسس حركتهم اللعينة وتاريخهم مليء بصور الحقد والغدر والاستعلاء على بني البشر، والعمل الإرهابي ديدنهم منذ احتلالهم واغتصابهم فلسطين الجريحة. وقد شهد العالم أجمع جرائم الغدر الاسرائيلي وأدانها بكل قوة ما عدا (الداعم الرئيسي) لها وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية المتعهدة بحمايتها منذ إعلان قيام دولة إسرائيل الغاصبة. | وهذه الاضاءة تكشف حقائق عن الإرهاب الصهيوني منذ القدم سجلها بأمانة ودقة صحفي أميركي يدعى (لورانس غريزوولد) في مؤلف وُصف بأنه (أول كتاب منصف وضعه صحفي أميركي زار الجبهات العربية أثناء حرب فلسطين وشاهد ما ارتكبه اليهود من فظائع، وقد أوعزت اسرائيل الى جميع سفاراتها في الخارج بمصادرته واتلافه). وقد طبع هذا الكتاب الموسوم ب (ادفع دولاراً تقتل عربياً!!..) للمرة الأولى سنة 1954م، ثم أعادت دار العلم للملايين نشره بمناسبة انتفاضة الاقصى سنة 2000م. | بعد عرض مفصل لتاريخ اليهود القديم يصل المؤلف الى (الوعد المشؤوم) الذي أعلنه (بلفور) فيقول: (ومنذ الثاني من نوفمير 1917م عندما كتب مستر أرثر بلفور رسالته الشهيرة الى لورد روتشيلد، والتي عُرفت بتصريح (بلفور) خطا الصهيونيون خطوات واسعة فوق جثث المبادىء والضحايا البشرية العديدة، من أجل تحقيق ذلك الوعد الشفهي المزعوم الصادر من رب اليهود يهوه..). (ولعل اول نتائج تصريح بلفور انشاء (الفرقة اليهودية) والتي وطيء افرادها أرض فلسطين عام 1918م، فشكلوا الأساس الاول لعصابة (شتيرن) ودشنوا عهداً من الإرهاب، وفي الفترة التي سبقت نشوب الحرب العالمية الثانية شنت عصابة (شتيرن) و(ارغون تسفاي ليومي) وكلتاهما منظمة عسكرية غير شرعية الحرب على العرب والبريطانيين، في ضراوة كانت نذيراً واضحاً بالأحداث التي سوف تقع). | وعن تأييد الولاياات المتحدةالأمريكية ودعمها للإرهاب الصهيوني يقول لورانس: (بعد انتهاء الحرب ضد ألمانيا سنة 1945م استغل الضغط اليهودي انجراف الرئيس هاري ترومان مع التيار الصهيوني استغلالاً بالغاً الى حد جعل مسألة إنشاء دولة يهودية في فلسطين تُقَّدم على كثير من المشكلات الأمريكية والدولية الكبرى التي تهم الولاياتالمتحدة أكثر مما تهمها المشكلة الصهيونية بما لا يُقاس.. وفي الوقت نفسه كان نشاط المنظمات الصهيونية المتكاتف في الولاياتالمتحدة قد ادى الى خلق منظمات غير شرعية في أوروبا، مهمتها اختيار الشبان اليهود ذوي الأجساد السليمة وترحيلهم الى فلسطين ابتغاء تعزيز الجيوش اليهودية التي كانت قد انشئت قبل ذلك هناك..). | ويصف لورانس تلك العملية الإرهابية البشعة التي ارتكبتها عصابة صهيون في (دير ياسين) أنقلها باختصار : (في الصباح الباكر من 9 نيسان القرية، اقتحمت دبابتان من طراز شيرمان طرق دير ياسين الضيقة وسحقتا فلاحين متعبين كانا نائمين قرب عتبتي بيتهما. وكان يصحب الدبابتين قوة من اليهود يبلغ عددها 500 رجل مزودين بمدافع التومي والأسلحة الاتوماتيكية الفتاكة. وبعد ان أطلقت الدبابتان نيرانهما تعقب الجنود الاسرائيليون أهل القرية الفارين بأنفسهم، وقتلوهم في غير ما استبقاء بينما كانوا يهربون أو يختبئون في الطرق والمنازل..). | وكانت بعض الفظائع التي تلت تتطلب شيئاً من الخيال: (فقد جمع الغزاة خمساً وعشرين امرأة حاملاً، ووضعوهن في صف طويل ثم اطلقوا عليهن النار، ثم انهم بقروا بطونهن بالمدى أو الحراب، وأخرجوا الأجنة منها نصف اخراج، وقطع الاطفال ارباً ارباً أمام أعين ابائهم الذين مازالوا على قيد الحياة، وخصى الصبية الصغار قبل ان يقتلوا. وانتزعت الحلي والخواتم من أجساد القتلى، وبترت اصابع الضحايا الذين وجد المعتدون عسراً في انتزاع خواتمهم..) الحديث لم ينته، سنواصل إن شاء الله الأسبوع القادم. تنويه في شمعة الأسبوع الماضي وقع خطأ مطبعي في عنوان المقال وصحته : (هَلْ كان أنيس منصور منتحلاً؟!). لذا لزم التنويه.