وقف إطلاق النار من جانب واحد من إسرائيل لا يعني حلاً للأزمة التي تفجرت بعدوانها على قطاع غزة ، بل إن الوقف من جانب واحد لا يعني إلا استراحة لها لالتقاط أنفاسها حتى تستعين بمزيد من الذخائر والقوات لتنفيذ ما تعتزم تخطيطه في هذا القطاع. ولو كانت اسرائيل صادقة في توجهها لأعلنت ذلك استجابة لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860 ، ولكن إسرائيل تحب المناورة والمماطلة فهي تريد إيقاف اطلاق النار وقواتها داخل قطاع غزة ، وهذه مناورة ومراوغة جديدة من إسرائيل التي تعتقد أنها بتصرفها هذا تحرج المقاومة التي بالطبع لن تتوقف والعدو يعيد احتلال غزة ، فهي تريد أن توصل رسالة خاصة للمجتمع الدولي بأنها هي التي أوقفت اطلاق النار ولكن المقاومة الفلسطينية هي التي تريد استمرار الحرب ، فإذا كانت إسرائيل تريد الجانب الآخر فعليها ان توقف أولاً اطلاق النار ثم تنسحب فوراً من القطاع وبعد ذلك يمكن أن يكون هناك تفاوض حول هدنة اضافة إلى فتح المعابر ورفع الحصار ، ولن يكون هناك وقف مجد لاطلاق النار ما لم تكن كل الأطراف المعنية موافقة عليه ، ولكن اسرائيل التي تجاهلت قرار مجلس الأمن تريد تجاهل المبادرات الجدية المطروحة الآن ، وتريد القفز فوق كل ذلك بتفاهمات مثيرة للشك مع جهات دولية ليس من شأنها إلا زيادة تعقيد الموقف وتأجيل أي حل عاجل للأزمة.