هِي مُرَة علقم فيها غصة تَحْمر منها الوجوه ، تصيب بالتلعثم .. نعم مُرَة بالنسبة لفئة من الناس إن لم يكن السواد الأعظم من البشر إلا من رحم ربي منهم ، كانت هي في الزمن البعيد أساس التعامل والمصداقية فيما بين الأجيال السابقة يحبون من يقولها بصدق وأمانة يقربونه منهم يحترمونه يقدرونه يقدمونه في كل شيء .. هل عرفتموها؟ إنها (كلمة الحق) إنها الصراحة ، إنها المصداقية .. نعم قرائي الأعزاء مُرَةْ كلمة الحق في زماننا هذا منبوذ من يُطْلِقُهَا لإحقاق الحق وتعديل المايل من الأمور .. غير مرغوب فيه في المجالس ، لا يُقَدَمْ ولا يُقَدَرْ لأنها بالنسبة لفئة من الناس كشاف يضيء الزيف والتلاعب الذي يعيشونه ويمارسونه صبح مساء مع من حولهم وللأسف حتى مع أنفسهم. المصداقية والصراحة في نظر البعض وشاية ، فضيحة صاحبها لا يفضل التعامل معه ، ولا يفضل أن يعطى أهمية لأنها المرآة الحقيقية لكشف النفوس الضعيفة الميتة من الداخل الحية من الخارج كذاك الذي يرتدي أفضل ما لديه من ملابس إلا أنه للأسف لم يغتسل لم ينظف نفسه من الداخل.. فتراه من بعيد ناصع البياض في كل شيء ولكن ما أن تقترب منه إلا وترى (ظُلْمَةْ) ورائحة مقززة لا تقبلها النفس الصادقة والصدوقة والتي تحمل بين ثناياها الصدق ولا شيء غير الصدق.. هذا للأسف سادتي حال بعضنا في زمننا هذا.. فكيف بالله يمكن لهذه الفئة من البشر أن تبني أجيالاً وتعد رجالاً وتؤسس رواداً ، وتخلق نظريات يقتدى بها ويسار على نهجها ؟!. سادتي الكرام.. متى ما زيفنا الحقائق وطمسنا على الوقائع المضيئة انطفأت في نفوس بعضنا الكثير من القيم والأخلاقيات والمبادئ.. إنها كارثة ومصيبة يعيشها البعض منا في هذا الزمن. قرائي الكرام.. بقدر حاجتنا للمأكل والملبس والمشرب.. نحن بحاجة إلى الصراحة والمصداقية التي لاتشوبها شائبة ولا يرتجى من ورائها أي مطلب ، أو مغنم.. لأننا نريد أن نبني بها أسساً لأنفسنا ولمن حولنا فلنعمل على توطينها وأقصد توطين الصراحة والمصداقية والدفاع عنها ونمنع من يريد هجرها وإبعادها لأننا في زمن يحتاج أن نرفع فيه الصوت عالياً بهذه الخصلة التي جبل عليها المصطفى الأمين رسولنا الكريم .. ولكن باللين واختيار اللفظ المناسب الواضح البعيد عن التورية والتجريح لتشكرنا الأجيال القادمة وتسجلنا في ذاكرتها ، وتترحم علينا بعد موتنا.