الحقائب المدرسية التي يستخدمها الطلبة والطالبات لحمل مستلزماتهم الدراسية بداخلها (كتب ، دفاتر) تشكل عليهم خطراً صحياً طويل الأمد لثقلها الذي يصل إلى 20% من وزنهم حسب ما أوضحته الدراسات الميدانية ، كما أشارت بعض الدراسات الطبية أنها تسبب الأذى للفقرات الممتدة من الرقبة إلى أسفل الظهر ، وأكثرها شيوعاً تقوسات الظهر ، والتي تكون عبارة عن انحناء غير طبيعي في العمود الفقري بدرجات متفاوتة كالانحناء لأحد الجانبين أو إلى الأمام أو إلى الخلف ، زيادةً عن الوضع الطبيعي للإنسان ، بالإضافة إلى مالها من تأثير على الجهد النفسي والمعنوي ، وذلك لفقدها شروط السلامة ، ومن خلال دراسات طبية تبين أن الحقيبة المدرسية الصحية لا بد أن تكون مزودة بحزامين لتوزيع الوزن على الكتفين ، ويكون عرض كل حزام بمقدار 5 سم ، ويكون مبطناً بمادة لينة لا تسبب ضغطاً على الأكتاف ، وان يكون قابلاً للتطويل والتقصير ، وان تزود الحقيبة بحزام ثالث ليتم ربطها حول الحوض ، أو حزام الخصر ، أو إطار بمثابة قاعدة تنظم وتعيد توزيع وزن الحقيبة من الكتفين إلى الحوض ، ويجب أن تحتوي على عدة حواجز وأقسام منفصلة ، وان قياساتها يجب أن تكون بارتفاع 40 سم ، وعرض 28 سم ، وعمق 12 سم هذا بالنسبة للمرحلة الابتدائية ، أما طالب المرحلة المتوسطة والثانوية يجب أن يكون ارتفاعها 45 سم ، وعرضها 30 سم ، وعمقها 12 سم ، ولندرة وجود الحقائب المدرسية الصحية ، ولتجنب سلبيات الحقائب اللا صحية ينبغي على الجهات المختصة إعادة النظر في الكتاب الدراسي التقليدي ، واعتماد الكتاب الاليكتروني بدلاً منه ، ولا سيما أننا نعيش في عصر التقدم والتكنولوجيا ، فحبذا لو وفرت وزارة التربية والتعليم المقررات الدراسية على شرائح اليكترونية توزع على الطلبة والطالبات بدلاً من الكتب الورقية ، وأمنت جهاز حاسب لكل طالب وطالبة مقابل مبلغ رمزي ، وأن تخصص موقعاً على الإنترنت توجد به المقررات الدراسية يمكن الرجوع إليه لمن أراد ، وبذلك يتلقى الطالب والطالبة تعليمهم بالطرق الحديثة التي تواكب العصر ، ولا يحتاجون إلى حمل الحقائب التقليدية التي تسبب لهم المخاطر الصحية ، ومن جهة أخرى ستتوفر قيمة الكتب التي تكلف الدولة ملايين الريالات سنوياً ويمكن استخدامها في مشاريع أخرى لها فائدة إيجابية كأن تكون نواة لبداية بناء مبانٍ مدرسية عوضاً عن المستأجرة التي تفتقد متطلبات المبنى التعليمي المتطور . وجهة نظر أضعها أمام أهل الاختصاص بالجهات المعنية لدراستها بنظرة شاملة وأعمق ، متمنياً أن يكون لها صدى يعود نفعه على الجميع . ومن أصدق من الله قيلا (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) .