الطريق أمام الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما لن يكون مفروشا بالورود، فقبل أيام من توليه مهامه الرئاسية، يواجه تركة مستعصية من الرئيس الأمريكي جورج بوش تتمثل في حربين لم تنتهيا، واقتصاد أمريكي غارق في الكساد، وعجز في الميزانية اقترب من نحو تريليون دولار، وصورة لأمريكا في الخارج مشوهة بشدة. ومنذ ترك الرئيس هربرت هوفر لفرانكلين روزفلت الكساد العظيم، لم يترك رئيس أمريكي لخليفته قائمة طويلة من المشاكل المثبطة للهمة كتلك التي سيورثها بوش لأوباما حين يتولى سدة الرئاسة في 20 يناير. وفي حين يصر بوش والموالون له على أن التاريخ سينظر لتركته بمزيد من الرأفة، ثار جدل بين المؤرخين بالفعل بشأن ما إذا كان سيحتل مرتبة بين أسوأ الرؤساء على الإطلاق حيث يضعونه في زمرة هربرت هوفر ووارين هاردينج وجيمس بوكانان. ويرى بعض الباحثين في مجال الرئاسة الأمريكية أن من السابق لأوانه إصدار حكم عليه لكن كثيرين حسموا أمرهم بالفعل. وتقول شيرلي آن وارشو المتخصصة في العلوم السياسية بكلية غيتيسبرج في بنسلفانيا: (هل يمكن أن يشك أي أحد في أن هذه كانت فترة رئاسة رديئة؟ كل ما تبقى الآن لمعرفته هو مدى تأخر المركز الذي سيحتله في القائمة). ومنذ جيل مضى طلب رونالد ريغان البطل الجمهوري في عيون بوش من الشعب الأمريكي أن يفكر فيما إذا كانت أحوالهم أفضل مما كانت عليه حين دخل منافسه الديمقراطي الرئيس جيمي كارتر البيت الأبيض. وبهذا المقياس لن تكون نتيجة المقارنة لصالح بوش.