إن من أعظم القربات إلى الله تعالى نشر العلم بين المسلمين ففي ذلك مصالح كثيرة منها: مرضاة لله تعالى ومسخطة للشيطان وتنوير للقلوب والأبدان واصلاح للشؤون وحلول البركة والخير وقد عني الاسلام بشتى الأمور فجعل لها آداباً يتأدب بها المسلم ليكون منارة هدى ومشعل نور ومن ذلك آداب النوم وهي كثيرة ومنها: قراءة المعوذات وسورة الاخلاص يجمع المسلم كفيه ثم ينفث فيه ، ثم يقرأ السور الثلاث ثم يمسح بدنه ويبدأ برأسه ، يفعل ذلك ثلاث مرات، ويقرأ آية الكرسي وأن يقول: (باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فارحمها وإن ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) ويقول: (اللهم إنك خلقت نفسي وأنت تتوفاها لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها وان أمتها فاغفر لها اللهم إني أسألك العافية). ويقول: (سبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثاً وثلاثين والله أكبر ثلاثاً وثلاثين) ويقول: (اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك ووجههت وجهي إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك). آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ، هذه أقوال يسن ذكرها عند النوم أو ذكر ما تيسر منها أو بعضها ، أما الآداب الفعلية فهي: عدم النوم على سطح غير محجوز وعدم النوم على البطن وعلى المسلم النوم على الشق الأيمن وأن يتوضأ أو يكون على وضوء حال النوم وعليه تغطية الاناء وإيكاء السقاء واستقبال القبلة بجنبه الأيمن وإطفاء النار أو الدفاية ونفض الفراش وتنظيفه وتطييبه وعدم المبيت وحده وعليه غسل اليدين بعد الطعام عند النوم وتنظيف الفم والأسنان وذكر الله عند الفزغ..وذكر الله عند الأرق وعدم النوم على الظهر إذا كانت احدى رجليه على الأخرى وخاف انكشاف العورة وهو بمرأى من الناس، وإذا رأى رؤيا صالحة عليه أن يحمد الله تعالى وله أن يحدث بها من يحب ويتفاءل بها خيراً وأن يحذر من العجب وإن رأى رؤيا فاسدة عليه الاستعاذة بالله من شرها والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وأن يعتقد أنها لن تضره وأن لا يحدث بها أحداً وعليه الوضوء وصلاة ركعتين والتحول على الجنب الذي كان عليه والنفث عن يساره ثلاثاً ..كما يستحب عند التثاؤب عدم رفع الصوت والكظم ما استطاع ووضع اليد على فمه وعلى المسلم دائما التحصن بالأذكار في شتى شؤون حياته وأن يكون لسانه رطبا بذكر الله وأن لا ينقطع من قراءة القرآن والتقرب إلى الله بالنوافل والذكر والتسبيح والتكبير حتى تكون له وقاية من الشياطين وأجر عظيم وراحة في النوم واليقظة ، كما يتطلب على المسلم زرع هذه الآداب في نفوس الناشئة وتحويل وقت المسلم إلى طاعة الله تحيى بها القلوب الغافلة وتنعش بها النفوس الخاملة فالمؤمن خُلق لعبادة الله تعالى في يقظته ومنامه وجميع أحواله فعلى طالب العلم نشر علمه قولاً وفعلاً وعلى المعلم أن يكون قدوة لطلابه وعلى الوالدين استشعار المسؤولية تجاه البيت والأبناء والاسهام في كل ما يرفع الوعي الفقهي لدى المتلقى والله تعالى أسأل أن يرزق الجميع العلم النافع والعمل الصالح واختتم ب (سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك ) والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .وبالله التوفيق.