تعود الناس على أن يتناولوا كوباً من الحليب صباح أول يوم من كل عام.. يتفاءلون بأن تكون سنتهم بيضاء مثل الحليب عامرة بالسعادة..وحافلة بالتوفيق والنجاحات.. والتفاؤل خطوة أولى ..ومهمة.. في حياة الناس فهو يقودهم إلى الشعور المطمئن..وإلى الاحساس بقيمة الحياة..فيتخلصون من التوتر ..والتشاؤم..والقلق ..وكلها تؤزم النفس ..وتكدر الخاطر..وتجلب اليأس إلى القلوب. وفي الأثر (تفاءلوا بالخير تجدوه) وهو توجيه رائع يدعونا إلى التمسك بالتفاؤل بعيداً عن التشنج والضيق ..والمشاعر أيضاً قيل من زمن طويل (كن جميلاً ترى الوجود جميلا) وهذا صحيح فإذا تخلصت النفس من الاكدار ..والبغضاء..والحسد ..والاحتدام فانها ستصفو وتزدهي ..وتتألق بالانفتاح على الحياة والاقبال على الدنيا بشعور هادىء وسامق.. واليوم نستقبل عاماً جديداً ..والنفس عامرة بالآمال ..والرجاءات..والتطلعات..ونحتاج إلى المزيد من القناعة بأن الذي سيأتي بإذن الله وتوفيقه هو أجمل من الذي مضى..وانقضى..وقد يكون الأمس حلواً ..لكن الغد أحلى.. وعلينا أن نوازن بين آمالنا ورغباتنا وتطلعاتنا ..وبقدر ما نؤمل ..بقدر ما يجب أن نتقبل وأن نكون مع الشاعر الذي قال: رأيت الحياة دولاباً يدور فلا حزن يدوم ولا سرور وعلينا الا نطلب المستحيل ولكن أن نتفاءل بأن كل الذي نأمله سيأتي ..وكل الذي ننتظره قادم..وكل الذي نتطلع إليه سيتحقق ولو بعد حين..وبقدر ما تكون النفس رحبة ..مكسوة بالعشب الأخضر..وحافلة بالرضا والقناعة..فان الحياة ستكون حلوة وجميلة. وعلينا ونحن نستقبل عاماً جديداً اليوم أن ننقي النفس من شوائب الحقد أو الكراهية ..أو الاحتدام ..علينا أن نستبدل السكين بالوردة ..وأن نظل على تفاؤلنا ونحن نتناول كوب الحليب ما دامت قلوبنا بيضاء عامرة بالالتفاف. دعونا نتصافح ونوايانا الطيبة تسبقنا وتعزز الانسان في دواخلنا..فالانسان الطيب هو الأقدر على الانتصار بمؤازرة الناس ومحبتهم ..وصدقوني فان الحقد والبغضاء لا يأتيان إلا بالنار التي لا تأكل إلاّ بعضها إن لم تجد ما تأكله!!. سنة حلوة..علينا جميعاً.. بيضاء زاهية..مسكونة بكل العطر والخير والمطر.. آخر المشوار قال الشاعر: والمرءُ في هذه الدنيا تُسيرهُ نفسٌ تعف عن اللذات أو تهفو ونحن في رحلة الأيام تحكمنا مُنى وقد تغدرُ الأيام أو تصفو