لاشك في أن الحج أو ادارة دفته على مدار أكثر من عدة عقود صحبتها الكثير من التغيرات التي منها: زيادة أعداد الحجاج الزيادة في التوسعة للحرمين الشريفين، لاسيما الحرم المكي والمسعى في ظلاله الجديد. التطورات الحادثة في تغيير مجسم الجمرات وتوسعته وفق تركيبة معقدة، ومساحات أفضل. تحسين الخدمات الأمنية، والصحية، إلا انه بقي الكثير من الأمور كما هي، مساحة (منى) المحدودة والتي تكاد تختنق لدى القرب بالجمرات، والخيام كما هي في مساحتها، والمواصلات كما هي لم تتغير في اشغال الحافلات، فيها غير الصالح للممارسة، والحشود لم تتعرف على توعية من المسؤولين لكيفية ادارتها؟! والافتراش انحسر عن جهة، وزاد في جهات متعددة، سواء في منى أو مكة أو جدة أو حتى المدينة، والتصعيد من مكة إلى عرفة أو منى والعودة لم تتغير كثيراً، رغم ان المدة للحج قصيرة ولا تحتمل كل هذا ناهيك عن الطموحات التي سادت تنفيذ لا حج بلا تصريح التي أخذت جانباً إعلامياً جيداً أكثر من التطبيق الفعلي المطلوب. وأجد ان الاستعانة بدراسات علمية مركزة ومتقنة، وقابل للتطبيق هي من أجدى الحلول مناسبة ففي كل حج من كل عام يتكرر المنظر وللأسف الشديد وتغيب عملية تفعيل إدارة الحج، رغم انها هذه السنة كانت الأفضل، إلا ان الوضع يحتاج الى مزيد من التحسين والتطوير، كنت اقرأ عن ادارة الحج وواقع الحال الذي كتبه الاخ الدكتور عبدالعزيز عبدالله الخضيري وكيل امارة منطقة مكةالمكرمة في صحيفة الاقتصادية عدد الاثنين 17/12/1429ه بجريدة الاقتصادية ولفت نظري ان الكاتب تميزت رؤيته في ادارة الحج من خلال تعرضه لثلاثة متغيرات، وهي تدل على انه كاتب بحاثة أصيل حيث رمز الى التالي في متغيراته: 1 العاملون من المدنيين في الحج في مؤسسات الطوافة، وطالب فيها بضرورة تدعيم هذه المؤسسات بالخبرات والكفايات البشرية والامكانات والتأهيل للعمل المؤسساتي الكفؤ والذي يحتاج الى تطوير مستمر، وهو ما اشار اليه الأمير خالد الفيصل في أحد لقاءاته لانها أي هذه الشريحة المتواجدة لا تعرف إدارة الحشود، أو المتطلبات الاساسية للتنظيم المستمر، ويجب أن يتم هذا التفعيل على مدار العام من خلال تجارب، وورش عمل واقعية تطبيقية، مزودة بالتكنولوجيا المساعدة للاداء. 2 العاملون في الحج من القطاعات العسكرية في أشد الحاجة الى تدريب مستمر ثم تأهيل يؤدي الغرض لادارة الحج أمنياً ووظيفياً لاسيما وأن الحاجة الى جانب منها لأداء المهام أثناء أعمال العمرة التي ستكون على مدار العام ويجب ان نعلم المسؤول العسكري على كيفية استخدام المعلومات، والخرائط الجغرافية لمكة والمشاعر والطرق والميادين والمواقع حتى يكون له دور مساهم للتوعية وللارشاد والعناية بمهام الحج والحجاج. 3 وقد ركز الدكتور الخضيري في المتغير الثالث على الحد من تكرار الحج، وهو يقصد تنفيذ الحدود التي تسمح للفرد أن يحج كل خمس سنوات مرة واحدة، وترك الأولوية لضيوف بيت الله القادمين من الخارج، او الداخل، واجد من القول على ضرورة الالتزام بتحديد الاعداد القادمة للحج من الخارج وتنمية الوعي الداخلي. ان ما ذكره الدكتور الخضيري من متغيرات يحتاج الى واقع بحثي من جهات الاختصاص، وكم أحب أن أرى وجود أكثر من مواصلة مواكبة للحافلات، كالقطار الدائري الذي يربط بين مكةالمكرمة والمشاعر، وأن تستمر خدمته على مدار العام للحجاج، والمواطنين، والطلاب، والموظفين، وهذا يحتاج الى معايير وأسس تنظيمية دقيقة، أليست الجدوى هنا في الاعداد الجيد للاستفادة من تطوير الخدمات؟ ألسنا في أشد الحاجة الى القضاء على ظاهرتي النشل والتسول ؟! ونحن نعاني منهما منذ زمن بعيد ولم نعمل شيئاً قياسياً لوقفهما!! حتى الاستفادة من البناء في منى لابد أن يأخذ بحاله العاجل وبتكاليف وأجور أقل! فإذا كانت إدارات الحج تحتاج الى الدعم والامكانات المادية، فهي في أشد الحاجة إلى كيفية التعامل مع مختلف الثقافات القادمة من الخارج؟! وهي بالتالي ستظل نقطة ارتكاز قابلة للاستمرارية في التطوير حسب مقتضى التطبيق .