سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأندية الأدبية لاتقرأ (النيات) رئيس نادي جدة الأدبي.. د.القحطاني:
ليس بالضرورة أن ترضي نشاطاتنا كل الناس!
لا أدعي أن النادي مكن الشباب من إلقاء قصائدهم
قال رئيس النادي الأدبي الثقافي في جدة الدكتور عبدالمحسن فراج القحطاني، أن الأندية الأدبية لاتقرأ نيات الناس، وإنما عليها أن تقيم الفعل وجميع أبواب الأندية مفتوحة، وكون هذا النشاط لايعجب البقية فهذا ليس عيباً فيما يقام. وأوضح القحطاني في حوار مع (الندوة) ليس بالضرورة أن ترضي نشاطاتنا كل الناس. وأضاف لا أدعي أن النادي مكن الشباب من إلقاء قصائدهم في النادي. تطوير الذات | المملكة تعيش حالياً حراكاً ثقافياً مما أضاف عبأً ثقيلاً على المثقف السعودي؟ || على المثقف دائماً أن لا يقف عند منجز معين وإنما عليه أن يستشعر مبدأ النقص ليعيش في الأمل ليطور ذاته، وأرجو أن لا يضيع الأديب في زحمة المؤتمرات والملتقيات بالرغم من إثرائها، وهي دائماً تثري لكنها لا تثري بالحضور فقط وإنما بالفعل، والمثقف عليه أن يفعل وأن يكون ناجزاً ما أمكن ذلك، الحقيقة الآن نحن نعيش العصر الذهبي وعلينا أن نجعله أو أن نجعل الكلمة جيدةًً دوماً وأن لها حظوة، فالكلمة قبل خمسين سنة كانت تتمتع بحرية كاملة ثم انكمشت وها هي الآن تستيقظ من سباتها ولا تخاف لأنها سيدة الموقف، فأمامنا فرصة لنعبر عن آمالنا وآلامنا بمنجزٍ إبداعي، وهذا المنجز الإبداعي من وظيفته أن يحرك ويغذي ويلذذ ليجعل القارئ يقرأ بلذة ويستمتع ويتجاوب مع هذا الذي يطلبه المبدع لان المبدع ابن البيئة، وعليه أن يستغل هذه الفرصة ليستمع إلى الكلمة، ويسمع كلمته وأن يعطي شحنته بعيداً عن هذه الهواجس التي يعيشها، أن المملكة العربية السعودية الآن تعيش العصر الذهبي من كثرة المنتديات سواء في الأندية الأدبية أو الجمعيات الثقافية الأخرى، ولكن علينا أن لا نجعلها محلاً للكسل وعلينا أن لا نجعل الأندية تتثاءب دوماً كما يقال ولا نيأس من قلة الحضور لان الثقافة هم، فالثقافة تستطيع أن تغير في المنجز الحضاري، لان تغيير الأمة يحتاج إلى مراحل مثل ما يحتاج الذوق والحضارة إلى فترة زمنية، فعلى المثقف أن لا ييأس أبداً، فإذا بنى طوبة تكفيه هذه الطوبة وعليه أن يضيف لها إضافات في السنوات اللاحقة حتى تكتمل المنظومة. تغيير الآراء | يقال إن الأندية الأدبية لأكثر من عشرات السنوات لم تقدم مما يطمح إليه المثقف السعودي، وأصبحت هذه المقار للتلاقي فقط دون أي فعاليات تروي ظمأ المثقفين، ماذا تقول في ذلك؟ || كثر الحديث مؤخراً عن هذه الأندية، وهذه الأندية هي مرآة مجتمع بأكمله ولن يرضيه جزيرة واحدة ولا رزمة من المعلومات، لكن علينا أن نعمل، وكلما عملت هذه الأندية لابد أن يصاحبها عمل محفوف بالنقص، وكثير من الذين يتحدثون عن الأندية لم تطأ أقدامهم أي ناد، فهؤلاء يكتبون ويناقشون وهم لم يدخلوا النادي، وكنت أتمنى من هؤلاء أن يدخلوا النادي ليغيروا من آرائهم، والذين يتابعون منجزات الأندية لابد أن يغيروا من آرائهم ، وأنا لا أقول إن الأندية حققت المطلوب، وإنما أقول الأندية تجتهد وهي لا تخرج من دائرة المجتهد، ثم الأندية لن تكون بصبغة واحدة ولا بشخصية واحدة وكل نادٍ له خصوصيته، المكان يفرض، الإنسان يفرض، التواجد يفرض، والأندية لا يمكن أن تكون في صورة طبق الأصل. الأندية والصالونات | علمنا أن الصالونات الأدبية خلال العشر سنوات الماضية سحبت البساط من الأندية الأدبية بفاعليتها القوية وحضورها المتميز؟ ** أظن أن الأندية لا تقرأ نيات الناس، وإنما عليها أن تقيم الفعل وأبواب الأندية جميعها أعتقد أنها مفتوحة، كون أن هذا النشاط لا يعجب البقية أو لا يعجب شريحة فهذا ليس عيباً فيما يقام وإنما نحن أمام منظومة كاملة لها توجهاتها ولها تطلعاتها ولها رغباتها، فنحن في نادي جدة الادبي هناك محاضرة تكتظ بنوعٍ من الناس والمحاضرة الثانية تختفي هذه الوجوه جميعاً وتحضر وجوه أخرى، إذا هذه رغبة، لكن على الأندية أن توسع القاعدة لتكسب الوجوه المتغيرة، وعليها أن تقوم بمنجزات مختلفة حتى من أراد يأتي إلى النادي يجد البرنامج المختلفة، ونادي جدة الادبي منذ سنتين يقوم بطبع البرنامج الثقافي ويوزع لكافة الناس بجانب أن هناك موقعاً للنادي من أراد فمرحباً بهم ومن وجد نشاطاً يعجبه يأتي فمرحباً به ومن لا يجد نشاطاً لا يعجبه لايقول أنتم لم تصنعوا ما يعجبني، لكن نحن صنعنا ما يعجب الآخر غيره، فإذاً ليس بالضرورة أن كل أنشطة الأندية الأدبية تعجب كل الناس، لكن بالضرورة أن تقيم الأندية أنشطة وأن لا تكسل وأن لا تتقهقر حينما يأتيها نقد، وعليها أن تسير في خضم هذه الأمواج المتلاطمة فتخترق الطريق، وعليها أن تجدد وتغير وأن تحاول أن تبحث عن ما يفيد الثقافة ويرقى بها. | هل هذه الصالونات رافد للأندية؟ || هي بلا شك رافد حقيقي ولا تتوجس منها الاندية الأدبية خوفاً، ولماذا الخوف طالما الساحة تتسع للجميع حينما تسع هذه الصالونات الأخرى والمنتديات، فوزارة الثقافة مشكورة لا تحدد الصلاحيات للأندية الأدبية بل تنطلق وأمامها من الانطلاقة ما يعينها، وكما في نادي جدة لدينا من النشاط ما يكفينا، وهناك زخم غير مسبوغ من الحضور. نشر الشباب | كيف ترى مستوى النشر على مستوى الشباب بنادي جدة الثقافي؟ ** لدينا لجنة تقوم بتقييم المستوى المطلوب من حيث اللغة والصياغة، ولدينا مستوى الدوريات الخمس وهناك مستوى معين يجب على الناشر الشاب أن يتقيد به، وإذا هذا الشاب مستوى نصه الأدبي لا يرتقي فلن يطبع عمله، وهذه ليست فلسفة نادي جدة لوحده وأي مجلة تحترم نفسها عليها أن لا تنزل من المستوى الذي وضعته لنفسها، فالشباب إذا قدموا رواياتهم أو قصصهم أو دواوينهم أو شعرهم تخضع للجنة تحكيم فما تقوله اللجنة نعمل به، ونحن لم يتقدم لنا أحد من الشباب بعمل خلال الفترة الأخيرة، بل تقدم أحد الشباب لمناقشة ماجستير وهذه أخذت طريقها للطبع، وتقدم إلينا ورثة الأستاذ عبدالله باهيثم فعلمنا أن نادي حائل قام بطباعته، ولم دواوين دواوين إبداعية مؤخراً، ونادي جدة ومن خلال ملتقاه الشعري فتح المجال لأغلب الشعراء، ولا أدعي أن نادي جدة قام بتمكين العديد من الشباب أن يلقوا قصائدهم، فما أظن أن نادي جدة للنخب فقط بل بالعكس أن منبره منبر لا يرحم ومن أراد أن يكون عند هذه المسئولية فليقف على المنبر والمنبر لا يمنع أحد. | ما المطلوب من وكالة الوزارة للشئون الثقافية، وأنت رئيس لنادي جدة الثقافي؟ || المطلوب منها الشيء الكثير، وأنا أرى أن الوكالة تقوم بدور جميل جداً وتسعى فعلاً أن تحقق طلبات الأندية الأدبية ما أمكن، ولكن نطالب بالأكثر ونطالب بالمزيد، لكن هم مجتهدون ونحن ندرك من الأعماق العمل الإداري، وكثير منا قبل أن يجلس على الكرسي الإداري يقول سأفعل كذا وكذا، وحينما يأتي على الكرسي سيكتشف حقائق لم يكتشفها بعد، ونحن في الأندية الأدبية لا نقارن بالأندية الرياضية، وما نجده كان أكثر حظاً من مراكز ثقافية في عالمنا العربي، وان الدولة تقدم ميزانيات وإعانات ومع ذلك هذه الإعانة لا تخضع لترتيبات الإجراءات التي تؤدي العمل بالشكل المطلوب، وبطبيعة الحال الميزانيات لا تكفي لتسيير العمل بالشكل الذي نطمح إليه.