الاعتداءات المتكررة التي يقوم بها المستوطنون الاسرائيليون في مدينة الخليل والضفة الغربية ضد المدنيين الفلسطينيين وعلى مرأى ومسمع من القوات الاسرائيلية تثير القلق فعلاً اذ كيف لا تتحرك تلك القوات لايقاف هذا العدوان، أم أن اسرائيل تريد ان يكمل المستوطنون ما تخطط له من اجرام ضد الشعب الفلسطيني. كما ان هذا العدوان من المستوطنين يثير عدة تساؤلات حول الاستيطان نفسه وانه شر ينبغي ازالته على الفور لأنه عامل رئيسي في اثارة القلاقل واشاعة أجواء التوتر وعدم الاستقرار. وقد اثبتت كل التقارير التي رفعت من قبل مسؤولين زاروا اسرائيل ان الاستيطان هو العامل الرئيسي في استفزاز الفلسطينيين لأنه قائم على استلاب حقوق الفلسطينيين، وبعد استلاب هذه الحقوق يأتي العدوان السافر من المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين. إن ما عبر عنه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى من إدانة لهذا التصرف الاسرائيلي الأحمق ينبغي أن يكون مؤشر البداية لتحرك عربي كبير يبعث برسالة قوية إلى اسرائيل بأن دعمها للمستوطنين في عدوانهم من شأنه ان يدفع المنطقة الى وضع اكثر تأزماً، وأن ينشط من الجهود العربية من أجل الضغط على اسرائيل لوقف ما تمارسه من عبث في الأراضي الفلسطينية وهو ما يستفز شعبها ويدفع بها الى مزيد من الغليان.