التقى الرئيس السوري بشار الأسد أمس في دمشق زعيم التيار الوطني الحر بلبنان النائب ميشال عون في سياق زيارة اعتبرت طيا لصفحة العداء بين الأخير ودمشق. وقال عون لدى وصوله مطار دمشق إنه يتمنى أن تكون زيارته هذه بداية (لمرحلة مشرقة) من العلاقات بين البلدين. وكانت صحيفة تشرين السورية قد نقلت عن وزير الإعلام السوري محسن بلال قوله إن دمشق ترحب بعون كزعيم لبناني وطني يحظى باحترام في المنطقة. وهذه أول زيارة يقوم بها رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب المسيحي عون إلى سوريا منذ أحداث دامية جرت بين قواته عندما كان قائد للجيش بلبنان والقوات السورية في لبنان في عام 1989 والتي أدت إلى خروجه من لبنان واستقراره في فرنسا حتى عودته بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وقال عون في مقابلة صحفية نشرت أمس إن زيارته تهدف إلىإعادة التموضع السياسي للمسيحيين، بهدف تحقيق التناغم بينهم وبين محيطهم ومكونات المجتمع اللبناني ومجتمع الجوار. وقال عون في لقاء مع صحيفة (الوطن) السورية شبه الرسمية إن التاريخ اللبناني المسيحي شهد (محطات قاسية من التهجير في أيام الأحداث ولاسيما في الجبل (عام 1984) على يد (الزعيم الدرزي اللبناني) وليد جنبلاط). واتهم عون الغرب بأنه (وراء تهجير المسيحيين) أو ما يسمى ب (التطهير الإثني السلمي) قائلا إن ما يحدث اليوم هو (مشروع أميركي إسرائيلي لاستنزاف المسيحيين). وتوقع عون أن تحقق زيارته إلى سوريا (إقامة علاقات جيدة مع سوريا على أساس النقاط الثلاث التي تم التوافق عليها في مؤتمر الحوار الوطني في العام 2006 وهي: العلاقات الدبلوماسية التي اتخذ القرار بإنشائها، وموضوع ترسيم الحدود الذي تشكلت لجنة مختصة بمتابعته، وأخيراً مسألة المفقودين الذين يعتقد بوجودهم في سوريا). وفي إطار ردود الفعل على الزيارة قالت مصادر في بيروت إن أصداءها بدأت قبل أن تبدأ الزيارة، مضيفا أن انتقادات متعددة لها أتت من قبل قادة فريق 14 آذار. وأوضحت أن رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع اعتبر أن عون (يتسرع) عند قيامه بالزيارة خصوصا أن هنالك (ملفات لازالت عالقة بين البلدين). وقالت إن جعجع اعتبر أن زيارة عون توحي بأن الخلاف بين الطرفين السوري واللبناني انتهى. ومضت المصادر إلى القول أن هناك فريق لبناني آخر اعتبر أن الزيارة طبيعية في ظل عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين .