أحببت (نجد) قبل أن أراها! أليست هي من تغنى بها الشعراء (الأوائل والمحدثون) ، ونظموا فيها أروع الأبيات في وصف الطبيعة الخلابة، وأضحى (صَبَاها) عشق النفوس الحالمة بالحس والجمال وراحة البال؟!. فَمنَ قائل: ألا ياصبا نجد متى هجت من نجد لقد زادني مسراك وجداً على وجد إلى قائل: خُذي نَفَسي ياريح من جانب الحمى فلاقي به ليلاً نسيم رُبا نجد إلى قائل: خُذا من صَبَا نجد أماناً لقلبه فقد كاد رياها يطير بلبه | وأصبح لي في (نجد) أحباب هم (قرة العين) و (فلذة الكبد) ..أسعدوني دائماً بترددي على (الرياض) جوهرة نجد ، لزيارتهم ، والتمتع بمناظر الطريق التي توصلني إليهم ، ولي في نجد أصحاب وأحباب أجلهم.. | بعثت لي - مؤخراً- ابنتي الكبرى الحبيبة ، المحظوظة بسكنى (عروس نجد) - عبر الجوال - مناظر ساحرة التقطها صهري العزيز الأستاذ (رياض الهاشمي)، أثناء رحلة قصيرة للبراري التي أنعشها نزول المطر قبل أيام، ووصفت لي مبلغ سعادة الأسرة بتلك النزهة الجميلة، وتمنت لو أمكنها نقل رائحة (الشيح) أو (الخزامي) - هاتفياً- ..كأنها تحثني على الزيارة لمشاركتهم التمتع بالأجواء الربيعية المحرضة على الخروج إلى (البَرْ). - وهل أقوى على الصبر إن حمل النسيم إليَّ ما تمنته الحبيبة؟ أخشى أن تُصيبني عدوي الشاعر الذي يقول: شممت بنجد شيحة حاجرية فأمطرتها دمعي وأفرشتها خدي - وحسبي أن أمتع ناظري بما يسر ويبهج ..بعيداً عن (مطر الدموع) ومايجلبه من حزن وكآبة!. | وحين أجد نفسي مهيأ للسفر ، أعُد العدة، وأتفقد ظعونتي من ماركة (GMS) جيمس فهو الأثير لدي (إذا طال السفر) ..وركوب الطائرة لم يعد مريحاً لما أجده من معاناة في الحجز والانتظار في صالة المطار!. كما أن النظر في الفضاء لا يتيح للمرء رؤية الأشياء كما هي على الأرض. - وعلى امتداد الطريق السريع (من مكةالمكرمة إلى الرياض) تعانق عيناي كل مشهد (قديم أو حديث) ويتابع النظر قراءة اللوحات الإرشادية التي تحدد المسافة ، أو تشير إلى أسماء المحافظات والقرى التي يمرها المسافر. - امتداد طويل ، لا يمله من أحب الأرض وعشق الوطن ، وأسماء الأماكن ومحافظات يجهلها كل من تعود السفر إلى (بلاد بَرَّه): (العطيف - رضوان - حلبان - الرويضة - القويعية- المزاحمية- ديراب) وصولاً إلى منظر الجسر المعلق في (وادي لبن) ...وأسماء عديدة لقرى تصلها طرق متفرعة عن الطريق الرئيسي الحافل بالمحطات والاستراحات الحديثة. - وعلى ثرى أرض الله الواسعة أرى بوضوح جمال الطبيعة ، تنطق بقدرة الباري عز وجل خالق كل شيء ...جبال ووديان وصحراء ، وواحات تحتضن مياه الأمطار وتجذب إليها الإبل والأغنام ، وأشجار خضراء توحي بتوفر المياه الجوفية، ورمال ذهبية تتماوج فوق الهضاب.. | ويظل حنيني أبداً إلى نجد كلما جاءها الغيث ..فما أطيب أهلي (أهلها)!. حنيناً إلى أرض كأن ترابها - إذا أمطرت - عود ومسكٌ وعنبرُ وإلى اللقاء