لماذا تشكل قيادة السيارات خطورة أثناء الحديث بواسطة الهاتف الجوال؟! سؤال وضعته وكالة الأنباء العالمية (رويتز) يوم الاربعاء الرابع من يونيه 2008 ، ونشرته الصحف العالمية ، وأولها النيويورك تايمز والتي أشارت إلى الابحاث العلمية الأمريكية التي أكدت على أن الفرد لايرى نفسه ، ماذا يمثل وهو يتحدث عبر الاجهزة غير المرئية ، ولماذا نتحدث كثيراً بينما الجانب الاخر من العقل يسمع؟! الحقيقة من الابحاث تقول بأن المشكلة الأساسية تتمثل في التحدث والهاتف بيدنا أثناء القيادة ، الدكتور أميت اليمور أستاذ الدراسات النفسية المشارك بجامعة جنوب كارولينا الأمريكية وأحد طلابها ويدعى تيم بيوتي الذي عمل مقياسا للانتباه على أربع وتسعين فرداً وجدوا ان التحدث أو الاستعداد للتحدث يمثل أربعة أضعاف الوقت الضائع أكثر من الاستماع، وباستطاعة هؤلاء الناس أن يزيدوا من التحدث أكثر من الحاجة إلى الانصات،الدكتور اليمور قال عن هذه الدراسة، ان التجربة عبر الكومبيوتر اثبتت ان الاعادة للتحدث استطاعت التحقق من مدى سرعة الكلام للوصول إلى الهدف لقصة متوالية بين المتحدثين تعطي نتائج واضحة للخطورة ، حتى الكلمات تتغير حول مكان التحدث ، أو اتجاه سبقه. الدراسة تم نشرها بمجلة الدراسات النفسية التجريبية للاستفادة من نتائجها من أجل معرفة المدى البعيد للتحدث أكثر من الاستماع، بما في ذلك من تأثير وخطورة على المخ للتعريف باتجاهاته أثناء قيادة المركبة، والدراسة في نتائجها جاءت لتؤكد بأن الصوت قد يأتي من الامام إلى الخلف أو حول ذلك سهلا ، والدراسة أيضاً تم تطبيقها على عشرين فرداً مزدوجاً في التحدث مباشرة أي حية على الهواء للتعرف على النتائج بعد اعادة التجربة، حتى التحدث عبر الهاتف المرئي في المركبة المثبت فيها ، فيه خطورة كبيرة ، وتزيد إذا كان إلى جوارك في السيارة شخص اخر لأنه سوف يثير انتباهك مهما تجاهلته. والواقع أنه من خلال التجربة كنت إلى جوار صديق وهو يقود ويتكلم عبر الهاتف اليدوي ، ولولا التنبيه له بالاتجاه نحو المكان المفترض الذهاب إليه لاضاع الفرصة للوصول مبكراً، وأيضاً من خلال التجربة كنت أتحدث في اتصال هاتفي تلقيته رغم أنني أتكلم عبر الهاتف الجوال المثبت في سيارتي ، ألا انني اضعت الاتجاه لانشغالي المؤقت مع المتحدث ، وهذا يثبت بأن الجانب الأيسر للمخ يظل منشغلاً في أكثر من جهة ، من غير التركيز إلى المكان المحدد ، كما اشارت إلى هذا العديد من نتائج الدراسات. وقد اثبتت دراسات سابقة من المانيا بأن ما ذهب إليه المسؤولون في ادارة المرور بألمانيا من فرض جزاءات صارمة على المتحدث هاتفيا أثناء القيادة في مكانه ، إذ أن نسبة ما بين 80% إلى 90% من الحوادث أتت من خلال الهاتف الجوال اليدوي ، وكما أشارت الدراسة الأمريكية بأن المخ قد يفكر أكثر من مرة كيف يوفق في تحقيق الهدف المعنى من قبل الاتجاه لدى السائق، إلا أنه قد يتوقف لحظة ما ازاء كثرة التحدث والانشغال بهذا الجانب والذي سيؤدي حتما اما لارتكاب حادث ، أو الانحراف إلى الهاوية أو أية جهة أخرى. ولذلك مع الزيادة الهائلة لاستعمال الهاتف الجوال أثناء القيادة تأمل النتائج في ضرورة ايجاد حزم وجزاءات على المتحدثين أثناء قيادة المركبات ، لكن الموضوع هنا في غاية الأهمية ، وأنه كيف يمكن لمسؤول المرور أن يضبط المتحدث ؟! وعلى أي اساس سوف تحرر له الغرامة؟ في بعض الدول بأمريكا وأوروباً تم وضع كاميرات مراقبة قرب الاشارات ، وفي بعض الأماكن المزدحمة، وفي البعض الاخر تم الاستشعار عن بعد لمعرفة استخدام السائق للهاتف ؟! ونحن لدينا التجربة حديثة فكيف نعالجها؟! رغم أنه يجب على جهات الاختصاص أن تشدد ، وأن تحذر مسؤوليها وذاتها أولاً بالمحاسبة والرقابة قبل أي فرد آخر؟!. أود الاشارة هنا أنه من باب السلامة لقائد المركبة ومن معه ، ومن حوله في الطريق أن يراعي هذا المبدأ ، وأن يترك التحدث أثناء القيادة إما للضرورة بالتوقف جانباً والتحدث العاجل، وإما بعد الوصول إلى المكان المحدد، ذلك ما ينبغي أن نتفاعل معه حتى نتقي شر الحوادث المؤلمة ، ونتفادها للمصلحة العامة.