تبوأت المملكة العربية السعودية مكانة مرموقة عالميا في المجال الصحي وأصبحت مرجعا طبيا وعلاجيا للعديد من الأمراض وبخاصة أمراض وجراحة القلب والكبد التي حققت فيها المملكة تقدما كبيرا وأجريت في العديد من مستشفياتها العشرات من العمليات الناجحة لزرع الكبد والقلب . ولعل النجاح الأبرز الذى حققته المملكة فى المجال الطبى هو عمليات فصل التوائم السيامية التى حققت فيها المملكة نجاحا منقطع النظير بفضل من الله ثم بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله وأهلها لان تكون مملكة الإنسانية اذ أجريت فى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض التابعة للشؤون الصحية بالحرس الوطنى (20) عملية من هذا النوع بالغ التعقيد لتوائم سيامية من دول عديدة عربية واسيوية وأوروبية . ونتيجة للنجاحات المتواصلة التى تحققها المملكة العربية السعودية فى تلك العمليات المعقدة والصعبة فقد أنشأت الدولة مركزا متخصصا لنقل وزراعة الأعضاء يتولى مهمة التنسيق بين المستشفيات فى مجال نقل وزراعة الأعضاء كما يتولى مهمة الحملة الإعلامية للتعريف بأهمية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة لأنها تسهم بعد توفيق الله ومشيئته فى إنقاذ حياة شخص آخر . ويرجع الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فيما تحقق من تطور وتقدم في هذا القطاع إلى ما يحظى به القطاع الصحي في المملكة العربية السعودية من دعم واهتمام كبيرين من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله التي جعلت هذا المرفق الحيوي في مقدمة أولويات خططها التنموية كونه يتصل بحياة الإنسان الذي يعد ركيزة التنمية وهدفها الاساسى . وبينت آخر التقارير الاحصائية الصادرة عن وزارة الصحة أن عدد المستشفيات الحكومية والخاصة فى المملكة بلغ حتى العام 1427ه (386) مستشفى تضم (54724) سريراً . وشكلت المستشفيات التابعة لوزارة الصحة الغالبية إذ بلغت (225) مستشفى تضم (31877 ) سريرا يساندها نحو (2000) مركز للرعاية الصحية . وبلغ إجمالى عدد الاطباء التابعين لوزارة الصحة (21265) طبيبا فيما بلغ عدد الصيادلة (1023) صيدليا , أما عدد هيئة التمريض فبلغ (44395) ممرضا يساندهم نحو (25052) من الفئات الطبية المساعدة . وارتفع عدد الأطباء في القطاعات الصحية الحكومية والخاصة إلى (45589) طبيبا منهم (5406) أطباء للأسنان فيما بلغ عدد الصيادلة (8546) صيدليا ووصل عدد العاملين فى التمريض إلى (83868 ) ممرضا وممرضة يساندهم أكثر من (45340) من الفئات الطبية المساعدة . وترفد عدد من الجهات الحكومية وزارة الصحة فى تقديم العناية الصحية لمنسوبيها وللمواطنين من بينها الحرس الوطنى ووزارة الدفاع والطيران ووزارة الداخلية والجامعات وجميعها شيدت مستشفيات ومراكز صحية متطورة لا تقتصر مهمتها على تقديم خدماتها الصحية على منسوبى تلك الجهات بل تتعداها الى المواطنين . وبلغ عدد المستشفيات التابعة لتلك الجهات (39) مستشفى تضم نحو (10257) سريرا وبلغ إجمالى عدد الاطباء التابعين لها (10233) طبيبا وعدد الصيادلة نحو (1250) صيدليا .. أما أعداد هيئة التمريض فبلغ (20488) ممرضا يساندهم (13942) من الفئات الطبية المساعدة . وقدرت الاحصاءات الطبية عدد المستشفيات الخاصة بنحو (127) مستشفى يعمل بها (14091) طبيبا وتضم (12590) سريرا يساندها أكثر من (1057) مستوصفا خاصا ونحو (416) عيادة خاصة و(586) عيادة مجمعة يعمل بها نجو (2822) طبيبا بالاضافة إلى (84) مختبرا طبيا خاصا ونحو (4747) صيدلية خاصة وارتفع عدد هيئة التمريض في القطاع الخاص إلى(18985) ممرضا و(7872) من الفئات الطبية المساعدة وذلك حتى عام 1427ه . وأشارت الاحصاءات الى وجود أكثر من (1970) عيادة للأسنان بالمراكز الصحية والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة تغطى جميع أرجاء المملكة ويعمل بها نحو 1500 طبيب .وكشفت التقارير عن مستشفيات حكومية جديدة بعضها على وشك التشغيل والبعض الاخر تم افتتاحه وذكرت منها مدينة الملك فهد الطبية بالرياض التى تم تشغيلها وافتتحها رسميا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله عندما كان وليا للعهد فى شهر شعبان 1425 ه . وتعد مدينة الملك فهد الطبية من أكبر المجمعات الصحية المتكاملة فى منطقة الشرق الأوسط وبلغت تكاليف إنشائها نحو (2300) مليون ريال وتضم أربع مستشفيات متكاملة بسعة (1095) سريرا وهى المستشفى العام بسعة (459) سريرا ومستشفى الأطفال بسعة (246) سريرا ومستشفى النساء والولادة بسعة (236) سريرا ومستشفى التأهيل الطبى بسعة (154) سريرا . كما تضم مدينة الملك فهد الطبية (33) عيادة للرعاية الأولية وغرف أشعة وصيدلية ومختبر بالإضافة إلى المراكز والوحدات المتخصصة ومنها وحدة معالجة الحروق ومركز الكلى والأشعة ووحدات العناية المركزة ووحدة علاج النخاع الشوكى . وبين التقرير الصادر عن وزارة الصحة أن الوزارة تبنت إستراتيجية نشر مستشفيات تخصصية توفر على المواطنين عناء مراجعة المستشفيات التخصصية بالعاصمة حيث تم اعتماد (19) مستشفى مرجعيا تغطي جميع المناطق الصحية بمسمى منظومة الحزام الصحي سعياً لتقديم خدمات صحية متخصصة متميزة من خلال هذه المستشفيات . وقد تضمنت الميزانية العامة للدولة للعام المالى 1428/1429ه مشروعات صحية جديدة لإنشاء وتجهيز ما يزيد عن (250) مركزاً للرعاية الصحية الأولية بجميع مناطق المملكة، وإنشاء (8) مستشفيات تبلغ سعتها (1900) سرير، إضافة إلى استكمال تأثيث وتجهيز بعض المرافق الصحية وإضافات على المشاريع القائمة وتطوير نظام المعلومات الصحية وإنشاء مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد (التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض) ، وتبلغ التكاليف التقديرية لتنفيذ تلك المشاريع حوالي (000 ر000 ر300 ر6) ريال. كما يجري حالياً تنفيذ (79) مستشفىً جديداً بجميع مناطق المملكة بطاقة سريرية تبلغ (9850) سريراً .