تمكنت فرق مكافحة الحرائق الأميركية أمس من السيطرة على ثلاثة حرائق كبيرة بعد أن ظلت مشتعلة لمدة أربعة أيام متواصلة دمرت خلالها مئات المنازل في ولاية كاليفورنيا. وساعد تراجع سرعة الرياح فرق الإطفاء في جنوب كاليفورنيا على السيطرة على الحرائق الثلاثة، ويؤمل في إخماد بقية الحرائق في الأيام المقبلة. ودمرت الحرائق التي نشبت الخميس الماضي مئات المنازل من بينها خمسمائة منزل متحرك في سيلمار شرق لوس انجلوس. وكانت الشقق والقصور التي تحيط بها الحدائق في حي المشاهير الفاخر مونتسيتو شمال غرب لوس أنجلوس، التي تقدر تكلفتها بملايين الدولارات من بين المنازل التي دمرت. ووصلت النيران أيضا إلى 120 منزلا في يوربا ليندا جنوب لوس أنجلوس، وعاد السكان الذين جرى إجلاؤهم ليجدوا المئات من المنازل وقد طالتها ألسنة اللهب. ولم ترد تقارير عن حالات وفاة ولا إصابات شديدة ولم يعرف بعد سبب الحرائق. وكان حاكم ولاية كاليفورنيا أرنولد شوارزنيغر قد دعا الأحد الماضي إلى ضرورة أن يتعلم الجميع شيئا من تلك الحرائق التي تتكرر سنويا في الولاية، وقال إن الدولة ينبغي أن تطبق قوانين بناء أكثر صرامة لتحسين المنازل المتنقلة. ويعاني جنوب كاليفورنيا من حالة جفاف نظرا لندرة الأمطار على مدار العامين الماضيين مما زاد من احتمال اندلاع الحرائق في الأشجار الجافة، كما أن النمو السكاني طوال العشرين عاما الماضية مد مشروعات الإسكان إلى مناطق غابات جافة على مشارف المدن. وأصبح موسم الحرائق في كاليفورنيا الذي يستمر بشكل تقليدي من يونيو حتى أكتوبر يشكل تهديدا طوال العام بعد أن أدى ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى ارتفاع درجات الحرارة في موسم الشتاء وتقلص هطول الأمطار. وفي أكتوبر عام 2007 شب ثلاثون حريقا في جنوب كاليفورنيا لنحو أسبوع مما ألحق أضرارا بنحو ألفي منزل واضطرت السلطات إلى إجلاء أكثر من نصف مليون شخص. ووصلت تكلفة مكافحة حرائق الغابات هذا الموسم إلى ثلاثمائة مليون دولار، بعد أن كانت 206 ملايين دولار العام الماضي، وقال شوارزنيغر إن كاليفورنيا لديها احتياطي لدفع فواتير عالية لمكافحة الحرائق على الرغم من تضخم العجز في ميزانية الدولة.