اختتمت بتونس اعمال مؤتمر دولي حول توظيف الصناعات التقليدية في المشاريع المعمارية شارك فيه متخصصون من المملكة العربية السعودية والعديد من دول العالم . وقد تمثلت المشاركة السعودية في بحوث قدمها خبراء واكاديميون سعوديين تناولت المعمار والصناعات التقليدية حيث عرض المتخصص السعودى فى مجال العمارة الاسلامية الدكتور سامي محسن عنقاوي فى بحث بعنوان (نحو تأصيل فكري لمستقبل إبداعي) مجموعة من التجارب العلمية والعملية في الواقع المعماري. وقدم مدير المشروع الوطنى للحرف والصناعات اليدوية بالهيئة العليا للسياحة سعيد بن عوض القحطاني في بحث حول (واقع وفرص الاستثمار في صناعة الابواب الخشبية ذات العلاقة بالمشروعات المعمارية في المملكة العربية السعودية) تعريفا بفرص الاستثمار في صناعة الابواب الخشبية كمنتج تكاملي مع مباني التراث العمراني بانواعها . وسلط القحطاني الضوء على فرص الاستثمار المتاحة فى صناعة الابواب الخشبية مما يتيح فرص عمل لأبناء المجتمع وبالتالى زيادة الدخل لمواجهة متطلبات الحياة .. وتحدث عن تفاصيل انواع الاخشاب ومصادرها ومتطلبات الاستثمار فى صناعة الابواب الخشبية . كما ركزت الاستاذة بكلية التربية للبنات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتورة خديجة قشقري في محاضرتها على القيم الجمالية للمنتج النسيجي المعبر عن الفنون والحضارات السابقة من خلال اخراج معلقات نسيجية تتسم بالابتكار المعاصر وتترجم في معاني وقيم جمالية تخدم المجتمع والعمارة بأشكالها الفنية المتعددة . وتناولت فى الجانب النظرى من بحثها بعض حضارات العالم القديم وكيفية الاستفادة منها وابتكار التصاميم المطلوبة وتوظيفها فى العمارة الداخلية فيما عرضت فى الجانب التطبيقى تطبيقات عملية لبعض الافكار المستوحاة من خطوط وزخارف كسوة الكعبة المشرفة . واستعرضت المحاضرة بجامعة أم القرى الدكتورة عبير مسلم الصاعدي التحديات التي تعيشها الثقافة العربية الاسلامية وأثرها على مفهوم الفكر التصميمي للمباني بعناصرها الاساسية وتوقفت عند الطرز المستعارة والمهجنة التي كست المباني في المدن العربية والاسلامية وكانت بعيدة عن الهوية العربية الاسلامية . ودعت الى تقدير قيمة الفن الاسلامي بكافة مجالاته باعتباره إرثا حضاريا ومادة معاصرة ومستقبلية تحتاج جهدا وبحثا وتطبيقا مستمرا . وتناول المؤتمر على مدى أربعة أيام جملة من القضايا المتعلقة بتعزيز التواصل بين الهندسة المعمارية والصناعات التقليدية مستعرضا بعض التجارب في هذا المجال وركز على موضوعات تتعلق بالملكية الفكرية للحرفيين وموقعهم بين المصمم والمهندس المعمارى ومسائل الرموز الكتابية وإقامة منظومة معلوماتية للتراث المعمارى . واكد المشاركون فى المؤتمر ضرورة العمل من أجل تأسيس مجلس للحرف والصناعات التقليدية لحضارة العالم الاسلامى وأوصوا بتشجيع توظيف الحرف والصناعات التقليدية فى المشروعات والأنشطة المختلفة بهدف دعم وإحياء وضمان استمرارية هذه الحرف والصناعات ورأوا أن الحفاظ على الحرف والصناعات التقليدية فى العالم الاسلامى ينبغى ان تكون أساس التنمية الاجتماعية والاقتصادية المعبرة عن الخصائص الحضارية للمجتمعات الاسلامية .