تعد قضية توطين العمالة في القطاع الخاص من القضايا التي أولتها الغرفة التجارية الصناعية بأبها عناية كبيرة خاصة في السنوات الأخيرة في إطار تضافر الجهود التي تبذلها الدولة لإتاحة فرص العمل للشباب السعودي . وارتكازا إلى دور الغرفة المناط بها نظاما وهو تمثيل مصالح القطاع الخاص والعمل على حمايته وتطويره على أساس مسؤوليتها فى الإسهام فى تهيئة العوامل التى تعين القطاع الخاص على القيام بدوره المتنامي فى تحقيق الأهداف التنموية بالإضافة الى التواجد المستمر للغرف كصروح اقتصادية تساند الجهات الحكومية فى إنجاز التوجهات الوطنية . وتحقيقا لذلك أنشأت الغرفة إدارة متكاملة للتدريب والتأهيل نظمت خلال الأعوام الماضية أكثر من(300) دورة تدريبية مختلفة الأنواع من بينها الإدارية والفنية كما أنشأت برنامج أبها للتنظيم الوطني بموافقة سمو أمير منطقة عسير وقد ساهم البرنامج حتى الآن بتوظيف أكثر من الفين شاب وشابة في مجموعة من الشركات الوطنية . كما تبنت الغرفة سياسات وبرامج لمعاونة القطاع الخاص على إتاحة فرص العمل للعمالة الوطنية شملت إعداد دراسات شاملة عن مشكلة العمالة من كل جوانبها وسبل زيادة توظيف العمالة السعودية فى القطاع الخاص وإنشاء مركز للتدريب تنظم برامج تدريبية متنوعة منها برامج لتأهيل الشباب السعودي على الوظائف والمهن المطلوبة فى سوق العمل إضافة الى تنمية مهارات القائمين على رأس العمل فى المنشآت بما يساعد على تحقيق التوافق والاستقرار الوظيفي لهم 0 كذلك انشأت الغرفة وحدة لتقديم خدمات التوظيف للشباب السعودي الباحثين عن عمل والتنسيق بينهم وبين مسؤولى المنشآت التى تتوافر بها فرص للتوظيف وتقوم الغرفة بالبحث عن الفرص الاستثمارية المتاحة فى منطقة عسير أو بالمملكة واعداد دراسات جدوى أولية لها شاملة مجالات عمل للشباب السعودي 0 ومن الأدوار الرئيسية التي تقوم بها الغرفة التوعية من خلال المطبوعات التى تصدرها الغرفة ووسائل الإعلام الأخرى بأهمية توظيف العمالة الوطنية فى تحقيق استقرار النشاط الاقتصادي للمنشآت وسرعة الدورة الاقتصادية وأيضا عقد لقاءات مع مسؤولى المؤسسات التعليمية والتدريبية لإبداء وجهة نظر القطاع الخاص بشأن التخصصات المتاحة من خريجي هذه المؤسسات والتعريف باحتياجات المنشآت من نوعيات الخريجين المناسبة للوظائف القائمة والمستقبلية بها 0 وتولى الغرفة اهتماما مطردا بالنشاط التدريبي انطلاقا من إدراكها لمسؤولياتها تجاه القطاع الخاص ومنشآته المنتسبة اليها وقناعتها بالأثر الإيجابي للتدريب فى جوانب متعددة من أهمها إعداد وتأهيل العمالة الوطنية للعمل بالقطاع الخاص وتلبية احتياجات المنشآت منها وتنمية مهارات العاملين على رأس العمل بما يحقق لهم التوافق والاستقرارالوظيفى 0 وقد بدأت الغرفة مزاولة النشاط التدريبي منذ أكثر من ستة أعوام وشرعت فى إرساء دعائمه على أسس علمية حيث أنشأت فى نهاية عام 1423ه جهازا تنفيذيا تتوافر له المقومات اللازمة البشرية والمادية وهو مركز التدريب والتطوير الذي بدأ نشاطه اعتبارا من جمادى الأولى عام 1424ه 0 ويقدم مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية تغطى مختلف الاحتياجات التدريبية المتعلقة بجوانب العمل بالقطاع الخاص بالاضافة الى استهدافها تأهيل العمالة الوطنية وفقا لاحتياجات سوق العمل 0 ويقدم المركز البرامج التعاقدية وهي برامج يتم تنفيذها فى بعض المنشآت بناء على طلبها واتفاقها مع المركز لتنفيذ برامج تدريبية بها ويقوم خبراء المركز بتصميم هذه البرامج وتنفيذها على ضوء الاحتياجات الفعلية لهذه المنشآت وقد بلغ عدد الدورات التي نفذها المركز فى هذه النوعية من البرامج أكثر من (80) دورة حوالي ألفي متدرب . وفيما يتعلق ببرامج تدريب السيدات فقد حظيت باهتمام كبير حيث خصصت برامج لسيدات الأعمال وغيرهن من السعوديات الراغبات فى التأهيل لممارسة بعض الوظائف المناسبة في جهات العمل التي يتوافر بها أقسام نسائية ويتم تنفيذ هذه الدورات بالتعاون مع الجمعيات النسائية بمنطقة عسير 0 والى جانب هذه البرامج التدريبية ياتي برنامج الدبلومات المهنية المتخصصة وهي مجموعة من الدبلومات في بعض المجالات التى يحتاجها سوق العمل بالقطاع الخاص تم اختيارها بهدف إعداد تأهيل كوادر عالية المستوى فى التخصص والمستوى المهاري المتميز وقد حرص المركز في تصميمه وتنفيذه للمناهج التدريبية لهذه الدبلومات أن تكون مواكبة لأحدث المفاهيم العلمية والمستجدات في الخبرات التطبيقية والاعتماد في تقديمها على الأدوات والأساليب التدريبية ذات التقنية العالية المدعمة بالتطبيق العملي والمرتبطة بواقع بيئة الأعمال السعودية 0 ولم تغفل الغرفة ممثلة في مركز التدريب والتطوير التدريب الصيفي للطلبة حيث عنيت الغرفة بتقديم برامج صيفية لتدريب طلبة الجامعات والمدارس الثانوية خلال العطلة الصيفية بهدف استغلال أوقات فراغ هؤلاء الطلاب وتوجيه طاقاتهم نحو أنشطة تدريبية تكسبهم المهارات المناسبة وتعرفهم ببيئة العمل في القطاع الخاص بما يهيئهم مستقبلا لدخول سوق العمل وتشمل مجالات التدريب جوانب في الإدارة والسكرتارية والحاسب الآلي والتدريب الفني وقد تم انتقاؤها بما يتلاءم مع ميول واهتمامات الطلاب ويفيدهم في حياتهم العملية والمستقبلية الى جانب تنظيم العديد من الندوات العامة في مجال التدريب وتأهيل العمالة الوطنية لتبادل الخبرات حول الموضوعات والقضايا والمشكلات المطروحة بين المشاركين من أصحاب ومسؤولي المنشآت واقتراح الحلول المناسبة لها وقد بلغ عدد الدورات التدريبية التى نفذها المركز منذ بدء ممارسته لنشاطه عام 1423الى نهاية العام الماضي (1162) دورة تدريبية التحق بها (18735) متدربا 0 ويكتمل عقد الاهتمام بتوظيف الشباب السعودي من قبل الغرفة وتحقيقا للمزيد من التكامل بين أهداف النشاط التدريبي وواقع سوق العمل والاحتياجات الوظيفية للمنشآت ومعاونة الشباب السعودي الباحثين عن فرص عمل أنشأت الغرفة برنامج لخدمات التوظيف بمسمى (برنامج أبها الوطني للتوظيف) بموافقة من سمو أمير منطقة عسير عام 1423ه ليكون حلقة وصل ووسيلة تنسيق بين خريجي برامجها التدريبية وغيرهم من الشباب السعودي الباحثين عن فرص عمل ومنشآت القطاع الخاص التي لديها احتياجات وظيفية 0حيث يقوم البرنامج بحصر الفرص الوظيفية المتاحة بمنشآت القطاع الخاص واستقبال طلبات الشباب السعودي الراغب في العمل بها . وقد ادركت الغرفة التجارية الصناعية بابها اهمية القطاع الخاص واستقطابه للشباب السعودي بعد التدريب فأنشئت عام 1421ه لجنة باسم لجنة التعليم والتدريب الاهلي بهدف مساعدة الغرفة على اقتراح استراتيجيات شاملة ومتكاملة للقوى العاملة والتدريب في القطاع الخاص بمنطقة عسير خصوصا ما يتعلق بالاستفادة من المعلومات المتاحة حول اتجاهات سوق العمل الداخلية والخارجية و إعداد وتأهيل العاملين في القطاع الخاص بمنطقة عسير وتنمية مهاراتهم وتطوير قدراتهم المهنية والوظيفية اضافة الى زيادة مساهمة العمالة الوطنية في رفع كفاءة وفاعلية الأداء الإنتاجي والإداري لشركات ومؤسسات القطاع الخاص وزيادة مساهمة مراكز التدريب الوطنية في تطوير القوى العاملة الوطنية . وقد تبنت اللجنة اقتراحا بتكوين تحالف بين ملاك المدارس الأهلية من أجل إنشاء شركة تعليمية وتدريبية كبرى تهدف إلى دعم مسيرة التعليم الأهلي من قبل ممثلي المدارس الأهلية باللجنة وطرح هذه الفكرة على ملاك المدارس. وبما أن الغرفة التجارية الصناعية بأبها تعتبر المظلة التي تولد تحتها أفكار العديد من المشروعات الكبرى بمنطقة عسير وتقوم برعايتها ودعم تطويرها إلى أن تصبح مشروعًا مستقلاً قائمًا بذاته طرحت الغرفة التجارية بابها مشروع جامعة ابها الاهلية للعلوم التطبيقية والتكنولوجية والتي منحت وزارة التعليم العالي ترخيصًا لأولى كلياتها وهي (كلية الهندسة للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا) وتهدف الكلية الى تزويد كافة المناطق الجنوبية بصفة خاصة والمملكة بصفة عامة بمستوى واحد من التعليم الهندسي التطبيقي التقني ذي الاعتراف الدولي لجميع تخصصاته ومواكبة التقدم العلمي الحادث في العالم من خلال تقديم برامج تعليمية تستطيع تخريج مهندس ماهر ومبتكر في تخصصه وذي جودة عالية من البنين والبنات الى جانب تقديم استشارات فنية هندسية للقطاع الخاص تساعده على إيجاد الحلول المناسبة لمشكلاته ذات الطبيعة الهندسية وتنمية المجتمع المحلي لمنطقة عسير وبقية المناطق الجنوبية للمملكة من خلال تقديم برامج لخدمة المجتمع . وتضم الجامعة بقية الكليات المخطط أن تتضمنها هذه الجامعة وهي كلية الطب والعلوم الطبية وكلية الصيدلة وكلية الإدارة ونظم المعلومات ومن أهم الخدمات التي ستقدمها كليات جامعة أبها للعلوم التطبيقية لسوق العمل في منطقة عسير هي تقديم خريجين من تخصصات يحتاج إليها هذا السوق بقطاعيه الحكومي والخاص ووضعت الجامعة ضمن الأهداف ذات الأولوية تقديم خدماتها التعليمية للبنات في المنطقة والمملكة خاصة في ضوء العجز الموجود في الطاقة الاستيعابية للتعليم الجامعي في المنطقة الجنوبية فكلية الهندسة التي حصلت الجامعة على ترخيصها ستوفر نحو 40% من طاقتها الاستيعابية البالغة (1703) طلاب وطالبة للفتيات اللاتي سيدرسن في مبانٍ تعليمية مفصولة تماماً عن البنين .