قد يكون قليل من كم كثير لا يعرف عظمة هذه البلاد لذلك فقد يدرك المسلم عظمة هذه البلاد حين يعلم أن الله شاء أن يجعل فيها بيته الحرام وفضلها عن سائر بلاد الدنيا فقد جعلها بلداً آمناً فآمن أهلها من الخوف ورزقهم من كل ثمار الدنيا هذا بجانب أن العلي القدير ألبسها طهراً أزلياً وقداسة أبدية اذ جعلها قبلة للمسلمين ليتوجهوا لها حيثما كانوا في أقصى الأرض وجعل مولد رسوله فيها اذ انطلق منها هذا النبي برسالة ربه الى الناس كافة رغم تربص أعداء الله وأعدائه له فصارت رحمات الرحمن تسود أرضها وتنتشر فوق سمائها مما جعل قلوب المسلمين تشتاق إليها وتأتيها من كل أنحاء الدنيا لهذا في غضون مثل هذه الأيام من كل عام يزداد حنين المسلمين الى رؤية هذه الديار أملا في التمتع بأجوائها الروحانية التي تنتشر في أرجائها لينالوا من طهر هذه القداسات التي تبعث الطمأنينة في نفوس قاصديها فقد ظلوا يكابدون الشوق حينما كانوا في أوطانهم وظلوا يتوقون إلى أن يروا الكعبة الغراء التي لم يسبق لهم أن رأوها وتشتاق نفوسهم الى أن يدخلوا من أبواب الحرم ليقتدوا بسنة الاطِّباع عند الطواف ويجددوا لهفتهم مع من يرملون في السعي ما بين الصفا والمروة ليسكن أعماقهم السكينة ويقوى لديهم اليقين بأن هذا البلد وحماته وأهله دأبوا على استقبال الذين يدينون بدين الإسلام وتمكينهم من أداء الركن الخامس من أركان هذا الدين لذلك مع اطلالة هذا الشهر من كل عام الى أن يرث الله الأرض ومن عليها ستلوح طلائع القادمين لهذه الديار المقدسة تنفيذا لأمر الله (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق) فها هم أولا أبناء الاسلام تهوى أفئدتهم الى هذا البلد الطاهر وهاهم يشدون الرحال الى أم القرى ملبين نداء الله وألسنتهم تلهج وتجيب بالقول (لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك) وهاهي مكة بلد الرحمن تستقبل ضيوف الرحمن في بيت الرحمن الذي يحمل أمانة حمايته خادم بيت الرحمن الذي استغنى عن كل ألفاظ التعظيم والتعامل بألقاب العظماء. لهذا لا بد ومن العدل أن ترفع أكف الضراعة الى الله أن يزيد هذا البلد تشريفا وتكريما وتعظيما ومهابة ورفعة وبرا وأن يديم لهذه الدولة عزها ويديم لهذا الوطن مجده ورخاءه في ظل عاهله المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز اللذين لا يدخران وسعا في تسخير كافة الامكانيات وبذل كل الطاقات لخدمة حجاج بيت الله الحرام وهذا ما يظل يلمسه القاصي والداني حين يرى عن كثب ما تسخره الدولة من الخدمات الجليلة وتطور كافة الأجهزة الرسمية بجانب ما تعهد به لمؤسسات خدمية توليها ثقتها اذ تشرف على ادائها أحد المرافق الحكومية الهامة وهي مقام وزارة الحج التي تشارك بجميع كوادرها من رجال امناء يدعم اداءهم وزير مخلص لله ثم مليكه والوطن ذلك الرجل الميداني معالي الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي الذي لا يفتأ يكرس كل جهوده لأداء هذه المهمة حيث يظل دؤوباً على تقصي أخبار تيسير وفادة حجاج بيت الله واستقرارهم منذ ان يتم استقبالهم من قبل جهات مختلفة تشارك في هذه التظاهرة الاسلامية لتتولى بعد ذلك خدمة ذلك الكم الهائل من الوفود المتلاحقة جهات خدمية وهي مؤسسات أرباب الطوائف الذين لا يألون جهدا في تقديم الخدمات الجليلة لحجاجهم وليؤكدوا ولاءهم لمليكهم واخلاصهم للوطن مدركين أن تفانيهم في عملهم ومهارتهم في ادائهم دافع لأن يجعلهم يبلغون مستوى الابداع ليترجموا تطلعات رائد نهضتهم لما يهدف اليه حفظه الله من تحقيق الأمن والأمان والراحة والاستقرار لضيوف بيت الله اذ يظل الجميع يعملون وفق استراتيجيات عمل تهدف الى تطوير الاداء الذي ينطلق كمنظومة عقد فريد اسمه المؤسسات اذ يتوهج بين حباته وهج درة اكتسبت ألقاً وشهرة هي مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا التي يتشرف أبناؤها بخدمة كافة القادمين من مسلمي جنوب قارة آسيا بجانب الكم الهائل منهم ممن يقيمون بدول الخليج حيث تتولى خدمتهم هذه المؤسسة التي يعمل على رقيها وتقدمها عبقري المهنة سعادة الرجل الفاضل رئيس مجلس الادارة ورجال الخدمات الميدانية ابناء المهنة حيث هناك يقف الرجال المخلصون وحبات من عرق الجهد تنساب من فوق جباههم لتتحول الى لآلىء تزدان بها جباههم فتهون عليهم كل ألوان المعاناة وتنصهر أحجام الصعاب أمامهم وتزيد القلوب بهجة واعتزاز ويشعل الحماس عزائم الرجال فيخلق الإصرار على تكريس الجهود لمواصلة العطاء ويتحقق الأمل المنشود وهو الارتقاء بمستوى الأداء هنالك يستحق رعيل المهنة أن يحملوا وسام شرف المهنة ويقولون بكل فخر واعتزازاً خدمة الحاج شرف.. أمانة.. مسئولية حيث يظل الأداء يسير في يسر وأمان وطمأنينة وسكينة تسود ارجاء البلاد كلما توافدت قوافل الحجاج لهذه الديار المقدسة لأداء شعائر الحج اذ يرتجى من وراء ذلك رضى الله وكسب الملايين من أكف الضراعة التي تبتهل الى الله بأن يحفظ لهذه الدولة مجدها ويديم امن هذه البلاد في ظل حامي مقدساتها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لينعم المواطن والمقيم والوافد بأفياء أمن يسهر على حمايته رجل الأمن الأول سمو سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وليظل هذا البلد آمناً مطمئناً يرعى شئونه أميرنا المحبوب سمو الأمير خالد بن خالد السجايا اللهم إن هذا البلد بلدك والحرم حرمك وهذا مقام العائذ بك من النار.