حذر رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأميركي مايكل مولن مما وصفها بالعواقب الجسيمة على الصعيد الأمني إذا لم يوقع العراق الاتفاقية الأمنية مع الولاياتالمتحدة، في الوقت الذي تعقد فيه الحكومة العراقية جلسة لمناقشتها قبيل إحالتها للبرلمان. وقال مولن إن القوات الأميركية لن تكون قادرة على توفير الحماية للعراقيين إذا لم يوقع الجانبان الاتفاقية الأمنية قبيل انتهاء مدة تفويض مجلس الأمن لبقائها بحلول نهاية العام الجاري. وشدد القائد العسكري الأميركي على أن (الوقت بات ينفد), مشيرا إلى أن قوات الأمن العراقية وحدها لن تكون جاهزة لحماية أرواح العراقيين. كما حذر من أن الإيرانيين يسعون بقوة للحيلولة دون تمرير الاتفاقية. ومن جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن حكومته ستدعم طلب العراق تمديد فترة وجود القوات الأجنبية, واصفا أنباء عن أن موسكو تعتزم استخدام حق النقض (الفيتو) بشأن التمديد بأنها (استفزازية). وقال لافروف في تصريحات للصحفيين (إذا طلبت الحكومة العراقية من مجلس الأمن الدولي تمديد التخويل الحالي للوجود الدولي في البلد, فإننا سنؤيد هذا الطلب). ورأى المسؤول الروسي أنه من (غير الصواب) التحدث في المرحلة الراهنة عن انسحاب القوات الأجنبية من العراق بصورة تامة, مطالبا بتحديد أبعاد زمنية لعملية الانسحاب حيث (يجري حاليا النقاش حول عام 2011). وجاءت هذه التصريحات, فيما تعقد الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي اجتماعا اليوم لدراسة الاتفاقية مع واشنطن. وقد استبعد المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ اتخاذ قرار بشأنها خلال الاجتماع. وكان المجلس السياسي للأمن الوطني العراقي عقد جلسة ثانية لمناقشة نص الاتفاقية الأمنية واستضاف فيها وزراء الدفاع والداخلية والمالية لإبداء مواقفهم منها. ومن المقرر أن يعقد المجلس اجتماعا آخر لمناقشة طلبات التعديل على بعض بنودها, وتحديد الموقف من الاتفاقية وإمكانية إحالتها لمجلس النواب للتصويت عليها. وفي وقت سابق استبعد وزير الخارجية العراقي أن يقر برلمان بلاده الاتفاقية, لكنه أعرب عن أمله في إبرامها قبل نهاية العام الجاري, قبل انتهاء تفويض مجلس الأمن للوجود الأميركي بالعراق. كما أقر هوشيار زيباري بوجود صعوبات في التوصل لاتفاق بين الزعماء العراقيين. وأوضح أن )الهدف هو توقيع الاتفاقية الأمنية في أسرع وقت، حتى أنه من المفضل قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في الرابع نوفمبر لكن حسب المعطيات الموجودة في الساحة والتجاذبات السياسية لا نعتقد أن هذا ممكن حاليا)