واصل المنتدى العربي الأول لحماية المستهلك من الغش التجاري والتقليد أعماله صباح أمس في فندق هيلتون بمحافظة جدة بحضور أكثر من 500 خبير ومهتم في مجال حماية المستهلك من الغش التجاري والتقليد.وحذر خبراء عالميون خلال جلسة العمل الأولى مستهلكي الأدوية من أن كميات ضخمة من الأدوية المزيفة والمغشوشة في تركيبها تغرق أسواق العالم وهو ما يعني أن على المرضى ألا يتوقعوا شفاءً سحريا من الأمراض التي يعانون منها إذا تناولوها ، وأن يأخذوا كافة أساليب الحيطة والحذر عند شراء أي دواء. وأكدو على أن هذه الظاهرة ليست جديدة وأن الآلاف من الناس حول العالم لقوا حتفهم في صمت بسبب زيف عقاقير معينة لعلاج بعض الأمراض. ودعوا الى ضرورة وجود مبادرات دولية لإيقاف هذا الشبح المخيف الذي يهدد صحة المرضى في العالم ، وقد يفشل مساعي الدول لإيقاف زحف مرض أو وباء معين . وتوقع الخبراء المشاركون في المنتدى أن يصل حجم السوق السوداء للأدوية في عام 2010م الى 75 مليار دولار أمريكي. واعتبر نائب رئيس الهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة العربية السعودية الدكتور صالح باوزير أن أي دواء غير مسجل في وزارة الصحة وغير مسعر بتسعيرة محددة هو دواء مجهول التركيب وربما يكون مغشوشاً بنسبة كبيرة .. مضيفاً في ورقة عمل قدمها للمنتدى أن الأدوية المغشوشة مشكلة عالمية والسوق السعودي ليس بمنأى عن ذلك خاصة وانه يعتبر سوقاً ضخماً ، ولا يوجد لدينا معلومات دقيقة حول حجم سوق الأدوية المغشوشة والمقلدة ، ولكن تزيد نسبتها في الدول الفقيرة حيث تصل في إفريقيا مثلاً الى نحو 50% من إجمالي سوق الدواء هناك. وأوضح الدكتور باوزير أن الأدوية المقلدة تشكل خطراً على حياة المستهلك وضرراً آخر على شركات الأدوية صاحبة العلامة التجارية الأصلية مما ينعكس بدوره سلباً على الاقتصاد الوطني ، ولذا فقد تحركت هيئة الغذاء والدواء نحو مخاطبة شركات الأدوية على حد سواء بالإبلاغ عن وجود أي من تلك الأدوية المقلدة لأدويتهم ، والعمل على طرح تجربتهم بهذا الخصوص ، وتزويد قطاع الدواء بالهيئة بالعينات والصور اللازمة لتبيان ذلك والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة . وشدد مدير الشئون العامة في شركة فايزر العالمية للأدوية الدكتور مجدي محسن في كلمة ألقاها أمس في الجلسة الثانية من فعاليات المنتدى العربي الأول لحماية المستهلك على أن مشكلة وجريمة غش الدواء هي جريمة تتوفر فيها شروط العلم بوقوع الضرر والإصرار على الإيذاء بغية جني الأموال الطائله مبينا أن غش الدواء لا يقتصر على الأدوية المبتكرة فقط ولكن يطال الأدوية الجنسية أيضاً حيث تأخذ الأدوية المقلدة والمغشوشة أشكالاً كثيرة فقد تحتوى على المادة الفعالة أو بعضها أو على مواد ضارة أخرى تُعبأ وتغلف بشكل يخال للمرء أنها أصلية . وأضاف الدكتور مجدي أن التقديرات الواردة في إحصائيات منظمة الصحة العالمية توضح أن حجم الأدوية المغشوشة يصل الى حوالي 8% من سوق الدواء وترتفع هذه النسبة لتصل إلى 40-50% من سوق الدواء في بعض بلدان أفريقيا و أمريكا اللاتينية ، ولا يوجد معلومات دقيقة حول حجم الأدوية المغشوشة في المملكة العربية السعودية وفي حال طبقت النسب المتحفظة وهى 8% على المملكة الذي يقدر فيها حجم سوق الدواء بحوالي 2 بليون دولار فإن حجم الأدوية المغشوشة قد يقدر بحوالي 160 مليون دولار. وفي ختام كلمته شدد الدكتور مجدي محسن على ضرورة وضع عدد من التدابير والإجراءات التي يجب اتخاذها للحد من هذه المشكلة فعلى المستوى الوطني يجب العمل على زيادة الوعي لدى المجتمع بعدم شراء الأدوية إلا من المصادر المصرح بها (مثل الصيدليات) وإعلان أسماء الأفراد والشركات التي تثبت أدانتها وتورطها في هذه الجريمة.