النجاح الذي حققته الولاياتالمتحدةالأمريكية في العراق ادى الى هجرة المتمردين او المسلحين الى افغانستان بل والمتدربين بشكل جيد من المقاتلين الأجانب للانضمام الى المتمردين في افغانستان وعندما اكد وزير الدفاع الافغاني عبدالرحيم وارداك هذه الحقيقة فانه عكس الواقع الفعلي لنزوح اعداد كبيرة في الوقت الراهن من خارج افغانستان مما زاد من حدة المعارك الدائرة هناك أو من عدد التفجيرات التي تشهدها باكستان وكلاهما ذو علاقة بتنامي اعداد المسلحين هذا العام الذي اعتبر الأسوأ منذ اسقاط أمريكي لحكومة افغانستان عام 2001م. والموقف المتأزم الحالي أكده القادة العسكريون الأمريكيون الذين أعلنوا أكثر من مرة أن حجم العنف الآن ارتفع بنسبة 30% خلال الأعوام القليلة الماضية وهو ما يبرر مواصلة نداءاتهم لطلب المزيد من القوات العسكرية لدعم التواجد العسكري الدولي من القوات متعددة الجنسيات. وعندما اصبحت صورة النجاح الأمريكي الذي قاد قوات التحالف في العراق واضحة وملموسة تحولت مراكز التمرد لافغانستان بشكل ملفت وهذا انعكاس تلقائي وطبيعي لتراجع نفوذ المسلحين في العراق ولكن الملفت ان الاجانب المسلمين في افغانستان الآن والذين ارتفعت اعدادهم يبدو وانهم أكثر تسليحاً وأكثر تدريباً عن رفاقهم مقارنة بوضعهم السابق. وتأثير هذا التواجد المتنامي انعكس سلباً على احداث التفجير والعمليات الانتحارية المتعاقبة التي شهدتها باكستان مؤخراً واثرت بشكل عميق في مساحة الأمن التي يعيش فيها المواطن الباكستاني الذي دفع مئات من الضحايا والجرحى. والهجمات التي توجهت الى باكستان من قبل مسلحين اتخذوا من الجبال الحدودية في افغانستان ملاذاً تمكوا من زيادة عملياتهم الانتحارية داخل باكستان بدعم مباشر من متمردي افغانستان. ومن المؤكد ان الاعداد الكبيرة المتواجدة الآن في افغانستان من الباكستانيين انفسهم ومن بعض الدول العربية والاسلامية وبعض مجتمعات وسط آسيا والقوقاز فيما في ذلك الشيشان ولكن العدد الأكبر من المتمردين هم من افغانستان ذاتها. ولوحظ للمتابعين ان مواقع الويب على الانترنت التابعة للاسلاميين الفدائيين تشجع المتطوعين والمقاتلين للذهاب لافغانستان بدلاً من العراق طوال ال 18 شهراً الماضية. واذا كان للولايات المتحدة وحدها 33000 عسكري و23000 من دول الناتو فإن هذا يعكس تصاعد المواجهة وتنوع الهجمات واستخدام قنابل الطرق الجانبية التي تحصد ارواح المئات في كاندهار والسيارات المفخخة التي ارتفعت اعدادها جاءت مواكبة لحركة الهجرة المسلحة من العراق لافغانستان. كذلك تزايد اصابات وقتل لقوات التحالف آخرهم وفاة 3 من القوات في شرق افغانستان بعد تعرض سيارتهم لقنبلة في أحدى الطرق الجانبية تأكيد على تفاقم الموقف مع العلم ان معظم القوات في شرق افغانستان من الأمريكان. والآن أصبح من السهل تنفيذ عمليات ارهابية بالسيارات والدراجات النارية التي ترعاها طالبان.