سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسابقة الملك عبدالعزيز لحفظ القرآن تشجع الناشئة على حفظ كتاب الله عدد من المسؤولين في الجامعات والشؤون الإسلامية
طيب: اهتمام كبير من الدول الإسلامية بالمسابقة القرآنية
حققت مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره خلال دورتها الثلاثين والمقامة حالياً في رحاب مكةالمكرمة والتي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في الفترة من 13 - 19 شوال الجاري مكاسب كبيرة لدى شباب الأمة. وعبر مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور اسامة بن صادق عن اغتباطه وسروره بالمستوى الراقي الذي وصلت إليه مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره وهي في عمرها الثلاثين ، حيث تشجع ابناء المسلمين من شباب وناشئة على الاقبال على كتاب الله حفظاً وعناية وتدبراً ، وربط الأمة بكتاب ربها الذي هو سبب عزها في الدنيا ، وسعادتها في الآخرة. وقال إن هذه المسابقة جاءت من باب تحقيق قوله تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) ، فالمسابقة بلاشك هي تشجيع لطلب العلم ، وما أسمى الغاية حينما يكون مشوار طلب العلم في سبيل حفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره ، لأن الايمان بذلك التوجه والعمل به يعد من أولى خطوات العلم النافع ، فقد قال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه (يا أبا ذر لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة) ، فإن كان تعلم آية واحدة تساوي مائة ركعة ، فعلى هذا المعيار النبوي الشريف يمكن ان ندرك فضل حفظ القرآن الكريم ، ومدى حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تحبيب هذا النمط من التعلم لصحابته ولأمته من بعد. وأضاف طيب ان العلم هو الفاصل الحقيقي والنقطة الفارقة بين الانسان وبقية المخلوقات ، فمعظم الأمور الحياتية يمكن ان يتشارك فيه الانسان مع بعض المخلوقات الأخرى ، ما عدا العلم المرتبط وثيقاً بالعقل والفكر ، أيا كان هذا العلم ، فما بالك اذا كان هذا العلم هو أسمى العلوم وارقاها وأنبلها وأكثرها فائدة للبشرية ، علوم القرآن الكريم ، معتبراً الثلاثين عاماً التي مضت على اقامة أول دورة للمسابقة ميداناً شريفاً لتعميق مفهوم التنافس من أجل العلم ، فكان الاهتمام البالغ بهذه المسابقة من قبل كل الدول الإسلامية والمؤسسات العلمية فيها. وحيا طيب بالاثر الايجابي لنتائج هذه المسابقة في ناشئة وشباب الأمة الاسلامية ، فلا ينكره إلا غافل ، وقال: انه لو سلمنا بأن المسابقة قد بدأت منذ 30 عاماً ، فإن الدفعات الأولى من المشاركين قد أصبحوا حالياً شيوخاً كباراً في مجال علوم القرآن الكريم ، وبالتالي فهم أساتدة لمزيد من النشء في بلدانهم ، وهكذا فإن كل سنة في عمر المسابقة هي تفريخ لمزيد من حفظة القرآن وخدامه ، وتتويج للجهود التي تبذلها أمانة المسابقة ومسؤولوها. ورأى مدير جامعة الملك عبدالعزيز بجدة انه ولمزيد من تطوير هذه المسابقة وتحقيق اهدافها السامية فقد يكون من المناسب التركيز على مجتمعات الاقليات المسلمة في العالم من خلال توسيع قاعدة مشاركاتهم ، والعمل الجاد لاجراء دراسات حول هذه المجتمعات لتأمين الاحتياجات اللازمة التي يكون فيها شح أو نقص سواء في مجال تزويدهم بالمصاحف أو الاساتذة والشيوخ ، وذلك من خلال تأهيل بعض الاساتذة لتعليم اللغات الاصلية لتلك المجتمعات ، ومن ثم القيام بتأهيل افراد من المجتمع نفسه للقيام بتلك المهمة وكذلك زيادة التركيز على النشء وعلى من هم في شرخ الشباب ، لانه من أكثر الاعمار ملاءمة لتحصيل القرآن الكريم وعلومه ، فالنقش في الصغر كالنفش في الحجر. ودعا بهذه المناسبة أبناءه الحفظة الى التأكيد على ضرورة التعمق في مفهوم حفظ القرآن الكريم ، وان يراد به وجه الله تعالى والطمع في رضاه ورحمته وتوفيقه بعيدا عن الاهداف الدنيوية. دعم ورعاية واعتبر وكيل وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد المساعد لشؤون الاوقاف الشيخ عبدالله بن ابراهيم الغنام تنظيم المملكة للمسابقات القرآنية على المستوى الدولي ، والمستوى المحلي للناشئة والشباب من البنين والبنات أحد المظاهر المهمة والدلائل الواضحة على اهتمام هذه البلاد المباركة ، وقيادتها الرشيدة بكتاب الله وأهله وحفظته. وأكد ان المسابقات القرآنية التنافسية بين حفظة كتاب الله لاقت منذ انطلاقها كل رعاية ودعم ، وأصبحت من أكبر المسابقات القرآنية في العالم ، إن لم تكن الأكبر على الاطلاق من ناحية قيمة جوائزها ، أو اعداد المتسابقين بها ، وأصبحت مع مرور الوقت أشبه بالاكاديمية التي يتخرج منها مئات الحفظة المنتشرين في ربوع العالم الإسلامي ، وغيره من بلدان العالم الأخرى.ونوه الغنام باهتمام الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - بالجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ، وما تحظى به من دعم وتشجيع متواصلين ، للنهوض بها وتطويرها حتى تؤدي رسالتها السامية تجاه كتاب الله ، الذي هو دستور هذه البلاد ، ومصدر تشريعاتها.وتحدث عن فضل القرآن الكريم ، وأثره على الفرد والمجتمع قائلاً: إن بلادنا تنعم بحمد الله وفضله بنعمة الأمن والامان كونها تتخذ القرآن الكريم دستوراً ومنهاجاً ، لما يشتمل عليه من أشكال وصور الأمن ، ففيه الأمن الروحي الذي يحقق الاستقرار النفسي والرضا بما قسمه الله ، وفيه الأمن الاجتماعي الذي يحقق التكافل والتآخي والتعاطف والتعاون بين المسلمين ، وفيه الأمن الاقتصادي من خلال الزكوات والصدقات التي يفرضها الله على الاغنياء لصالح الفقراء والمحتاجين ، وفيه الأمن السياسي الذي يتحقق من خلال نشر الإسلام بين العالمين. واسترسل قائلاً: فالقرآن الكريم نعمة عظيمة من المولى عز وجل على عباده المؤمنين لانه كلام الله ، وقد فضله على غيره من الكلام كفضل الله على خلقه ، فمن حفظ القرآن حفظه الله وميزه عن غيره من الناس ، فهو يتخلق بأخلاق القرآن ويتأدب بآدابه ، ويلتزم بأوامره ويقف عند نواهيه ، فيكون له بذلك درعاً واقياً و وحصناً منيعاً من الفتن ، وهو حبل الله المتين والنور المبين الذي يعصمه من الانحراف أو التطرف ، لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وسنتي). وحث الغنام حافظ القرآن بأن يكون قدوة لغيره من الشباب فيخلص في عمله ، ويبتعد عن الغلو والجفاء والتطرف ، ويسعى جاهداً بأن يكون مثالياً في جميع شؤونه وتصرفاته ، ويشجع غيره على تعلم القرآن وتعليمه عملاً بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ، كما ان عليه التسلح بالعلم الشرعي الصحيح ، حتى يكون داعية للخير في المجتمع ، متصفاً بالحكمة ، ومستخدماً الأسلوب المناسب وفي الاوقات المناسبة ، وأن يكوت مستنده ومرجعه في الدعوة الى الله كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويحذر الناس - خاصة الناشئة - من التفريط في حفظه وتدارسه والعمل بما جاء فيه ، ويبين لهم أن التراخي في الاقبال على كتاب الله يؤدي إلى ضعف الايمان وخواء النفس ، مما يجعلها عرضة للانحراف والتطرف ، فالجدير بالمسلم ان يتعاهد كتاب الله في كل حين ، ويجعل لسانه رطباً دائماً بتلاوته ، وأن يعمل بما جاء فيه.وقال لذا فإن من الأمور التي يجب ان لا يغفل عنها المسلم السعي الحاق ابنائه بحلق ومدارس تحفيظ القرآن الكريم التي يقوم عليها مشايخ فضلاء ومدرسون مخلصون ، مشدداً على أن تشجيع الناشئة من البنين والبنات ، على الالتحاق بحلق ودور ومدارس التحفيظ ، سوف يشغل أوقات فراغهم بما يفيدهم 0 بإذن الله - في حياتهم ويؤمن مستقبلهم ، والواقع شاهد على ذلك فإن طلبة حلقات تحفيظ القرآن الكريم من أكثر الطلاب تفوقاً في دراستهم ، وأكثرهم انضباطاً وبعداً عن الانحراف. قال المدير العام للإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بوزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الدكتور عثمان بن محمد الصديقي: إن افضل المسابقات واشرفها ما كان في كتاب الله تعالى ، من حيث حفظه وتلاوته وتجويده وتفسيره ، لاسيما اذا كان ذلك التسابق في بلد القرآن وحكومة القرآن ، (المملكة العربية السعودية) التي أعلن حكامها وقادتها القرآن شريعة ومنهاجاً في كل محفل عام وخاص ، وعنايتهم بالقرآن الكريم تحكيماً وتعليماً ونشراً وتحفيظاً أكثر من أن يحصى ويذكر. جاء ذلك في تصريح لفضيلته بمناسبة مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم التي قامت دورتها الثلاثين في رحاب مكةالمكرمة يوم الاثنين الثالث عشر من شهر شوال الجاري. وتحدث الدكتور عثمان صديقي عن أثر تعليم القرآن الكريم وتعلمه في صلاح الفرد ، مستشهداً بقول الله تعالى: (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) فالقرآن الكريم فيه موعظة وذكرى كما قال تعالى: (إن هو إلا ذكر للعالمين) ، مشدداً على ان الجو الايماني في تلاوة القرآن الكريم وتعلمه من حيث كون المرء متوضئا وكونه في بيت من بيوت الله تحفه الملائكة ، وتنزل عليه الرحمة له أكبر الأثر في صلاح متعلم القرآن الكريم ، وهذا مشاهد ومحسوس من خلال الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وفضلها في تعليم القرآن الكريم فهي تعلم ما يقارب (600.000) دارس ودارسه في ما يقارب (30.000) حلقة قرآنية والذين يدرسون في تلك الحلقات هم من مختلف الاعمار فيبدؤون من مرحلة الطفولة والتمهيدي الى مرحلة كبار السن والأميين ، فيدرس في تلك الحلقات الطفل والغلام والشاب والرجل والكبير ، وكذا الطفلة والفتاة والشابة والأم والكبيرة ، فيغير القرآن الكريم ، ويؤثر في اخلاقهم وسلوكهم ، ويحميهم من الانحراف السلوكي والعقدي والاجتماعي ، والقصص عن ذلك الاصلاح القرآني في حلقات الجمعيات أكثر من أن تذكر. وأبرز الدكتور صديقي ان من الدلائل على تأثير القرآن الكريم على حماية السلوك من تعليم للمسجونين والموقوفين في الاصلاحيات ذكوراً وإناثاً تحقيقاً لمكرمة الدولة رعاها الله في تخفيف نصف العقوبة لمن حفظ القرآن الكريم وفق معايير وشروط منضبطة تطبقها الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالتعاون مع المديرية العامة للسجون بوزارة الداخلية ويشرف على كل ذلك وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ممثلة في الادارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم.