اختار قادة حزب التحالف من أجل مستقبل النمسا اليميني ستيفان بيتزنر خلفا لزعيمه يورغ هايدر الذي قضى السبت في حادث سير على إحدى طرق مدينة كلاغنفورت عاصمة مقاطعة كارنثيا بجبال الألب. وأعرب بيتزنر -الذي كان أمينا عاما للحزب ومقربا من هايدر- عن أمله بإكمال مسيرة الزعيم اليميني المثير للجدل. وقال بعد انتخابه “هاأناذا انتعل حذاءين كبيرين لكني سأسير بهما بدون أن أسقط”. وقال هبرت شيبنر -وهو أحد نواب هايدر- للصحفيين إن رغبة الزعيم اليميني كانت أن يستمر الحزب مهما حصل. ولم يتضح على الفور أثر غياب هايدر على موضوع تشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة بعد فوز حزبه بأكثر من 10% من أصوات الناخبين في انتخابات الشهر الماضي. وشكك محلل سياسي نمساوي في مستقبل حزب هايدر على المستوى الوطني، مع العلم أن الأخير كان يشغل أيضا منصب حاكم مقاطعة كارنثيا. وقال بيتر أولرام “لا يوجد أحد بقامة هايدر كي يخلفه”.في السياق ذاته رجح محللون آخرون أن يؤدي غياب هايدر إلى توحيد أحزاب أقصى اليمين النمساوي، وخصوصا بين حزبه وحزب الحرية الذي شكله أواخر تسعينيات القرن الماضي ثم عاد وغادره عام 2005. وقال بيتر بولز المتخصص بقضايا النمسا في جامعة أوكسفورد إن موت هايدر أزال العقبة الوحيدة أمام إعادة التوحيد مع حزب الحرية “لأن التحالف (من أجل مستقبل النمسا) لا أهمية له بدون مؤسسه”. ومعلوم أن هايدر ساهم في فوز أحزاب اليمين بنحو 30% من أصوات الناخبين، مما أهل تلك الأحزاب لإمكانية تشكيل حكومة ائتلافية جديدة خلفا للحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم. وفي موضوع التحقيقات الخاصة بمقتل هايدر (58 عاما) قال المدعي العام غوتفريد فرانزا إن الزعيم اليميني كان يقود سيارته وقت الحادث بسرعة 142 كلم في الساعة بمنطقة يسمح فيها بالسير بسرعة 70 كلم. وكانت الشرطة قد قالت إن سيارة الزعيم اليميني انقلبت عدة مرات واصطدمت بحائط إإسمنتي بعد أن حاول تجاوز سيارة أخرى. وأصيب هايدر بجروح قاتلة في الرأس والصدر أدت إلى موته بالمستشفى. ولم تتضح بعد تفاصيل ترتيبات التشييع بينما تواصل تجمع المئات من أنصار هايدر قرب منزل عائلته حاملين الورود بمقاطعة كارنثيا وقرب مكتبه هناك حيث يسجلون تعازيهم في سجل فتح لهذا الغرض.