قررت أكبر منظمة حقوقية للنساء في الولاياتالمتحدةالأمريكية وهي المنظمة الوطنية للنساء المصادقة على ترشيح باراك أوباما عن الحزب الديمقراطي ليصبح رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية القادم ودعم ترشيح نائبه بادن في الوقت الذي رفضت فيه ترشيح ماكين ونائبته سارة بالين. والمنظمة الوطنية للنساء في أمريكا تضم 500.000 عضوة وبلغت من القوة والنفوذ ما تستطيع معه التأثير على بوصلة الانتخابات القادمة في نوفمبر ولم يسبق لهذه المنظمة ان قامت بدعم رؤساء امريكا في السابق الا انها مع منظمات نسائية أخرى وبضغط من هيلاري كلينتون أصبحت مع تيار اوباما وبادن بقوة في الوقت الذي ترفض تغلغل مؤيدي ماكين ومنع اي تحرك داخل التجمعات النسائية. وفي الاسكا تم تنظيم مظاهرة مناهضة لهؤلاء الذين قاموا بدعم ماكين تحت اشراف منظمة صفوف الاسكا النسائية. وبعد الدعم الكبير الذي حصل عليه ماكين في بداية مشوار سباقه الرئاسي وهو الدعم الذي اعطى له الريادة في أكثر من مناسبة خلال الانتخابات التمهيدية فإن اختيار بالين سلط عليها اضواء أجهزة الاعلام الوطنية ووصفتها بالحاكم الذي يرهب المقربين منه منذ حادث عزل رئيس شرطة الاسكا لأسباب عائلية وليس لأسباب قانونية وان أكثر من وسيلة هددت بتسليط الضوء عليها من هذا الجانب بسبب الخطأ الجسيم الذي ارتكبته ضد رئيس الشرطة واعترفت به هيئة التحقيقات. ومما زاد الأمور تعقيداً هو رفضها التعاون مع هيئة التحقيقات لأنها لوثت بالسياسة كما ان تداعيات التعليقات الاعلامية اغلقت الطريق امام اي جسور يمكن اعادتها مع المجتمعات والمنظمات النسائية. والآن اصبح جلياً دعم المنظمات النسائية لباراك اوباما والتقدم للامام في هذا الاتجاه وكسب ملايين الاصوات النسائية التي خسرها ماكين باختياره ساره. ويبدو ان المنظمات النسائية التي كانت تؤازر هيلاري كلينتون قد تحولت بنسبة 180 درجة الآن لدعم زميلها ومنافسها السابق اوباما في الانتخابات الرئاسية الفاصلة في نوفمبر القادم. ولعل الاحساس برفض بالين هو الذي وجه مجتمع النسوة الأمريكي لاوباما بشكل تلقائي اضافة الى ان ادعاءها بحماية حقوق المرأة وتأييدها لها وندائها المتكرر للمساواة بين الجنسين ما هو الا دعاية انتخابية واذا كان منصب نائب رئيس الدولة ستشغله سيدة فإن هذا بلاشك يسعد النساء ولكن معارضتها للاجهاض حتى في حالات الاغتصاب أغضب السيدات الأمريكيات وقلل من تحمسهم نحوها بشكل حاد وهو ما سيفتح الطريق لاوباما من ملايين الامريكيات اللائي يتأثرن بتوجيهات وملاحظات المنظمات النسائية في كل أنحاء الولاياتالأمريكية.