أدى ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة والتصاعد السريع في المواد الغذائية على وجه الخصوص في تراكم العديد من المشاكل الطاحنة في العالم اجمع بشكل عام وفي شرق افريقيا بشكل خاص التي أصبحت تواجه ما يشبه الكارثه لأول مرة منذ ثمان سنوات كاملة وسط مخاوف من تعرض 14 مليون اثيوبي الى سوء التغذية أو مجاعة حقيقية لو لم يتم تدارك الموقف بأقصى سرعة ممكنة. واصبحت اثيوبيا الدولة الوحيدة في شرق افريقيا الأكثر تضرراً في مأزق حقيقي لاسيما بعد ان أعلنت الحكومة تعرض 4.6 ملايين لمجاعة حقيقية في الوقت الراهن وفي الوقت الذي أعلنت فيه معظم هيئات الاغاثة الدولية ان الرقم الحقيقي هو عشرة ملايين تقريباً قابل للتصاعد. ولعل تعرض البلاد لموجة من الجفاف قد زاد من الطين بله اذ ساهم بقدر كبير في نقص امدادات الغذاء واثر بشكل سلبي في توفير السلع الضرورية للسكان. واشارت مصادر حكومية رسمية ان ازمة الغذاء الحالية وصلت لأعلى معدلاتها منذ عام 2000 لاسيما بعد ان زادت نسبة الوفيات الى الذروة ووصلت الى ستة اشخاص لكل 10.000 مواطن في اليوم الواحد في الوقت الذي يصل فيه المعدل الرسمي للمجاعة بوفاة أربعة اشخاص لكل 10.000 مما يؤكد بلوغ البلاد لمرحلة اللاعودة ومواجهة كارثة بكل المقاييس. واذا كان القطاع الزراعي والمزارعين قد أعلنوا تخوفهم للسلطات بسبب انقطاع الامطار التي كانت تهطل في شهري فبراير ومارس من كل عام فان حالة الجفاف وشح الغذاء والفقر ارغمت المواطن الاثيوبي على تناول اي شيء يقع تحت يده لسد رمقه والبقاء على قيد الحياة انتظاراً لوصول معونات الوكالات الدولية للاغاثة. واشار جاميدا ورينا احد رؤساء القبائل في قرية فيندي اجر ساي ان ستة اطفال ماتوا خلال هذا الاسبوع في هذه القرية بسبب أزمة الغذاء وعدم وجود امطار لمدة ثمانية اشهر كاملة مما جعل المواطنين يصارعون الموت من اجل قطرات مياه، اضافة لا رتفاع اسعار الذرة اربعة اضعاف في الوقت الذي نضبت فيه المستودعات ولم يعد بها اي مواد غذائية يمكن استخدامها في الطوارىء او الازمات حتى خلت خاوية وفارغة تماماً. فهل تنجح جهود برامج الاممالمتحدة للغذاء بعد الدفع بمعونات طارئة تكفي 3.2 ملايين مواطن اثيوبي و900.000 مواطن في كينيا لاسيما المناطق الشمالية في فزع فتيل مجاعة حقيقية في شرق افريقيا.