العشر الأواخر من رمضان هذه منحة ربانية من الله سبحانه وتعالى منحها لأمة الاسلام فلما علم الله سبحانه وتعالى ضعفنا وعجزنا منحنا هذه المنحة الالهية وهي منحة العشر الاواخر التي فيها ليلة القدر والعشر الاواخر ينبغي الاهتمام بها من تحري ليلة القدر وحينما كان صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر ويجتهد في العشر مالا يجتهد في غيرها . كان تحرياً لليلة القدر الليلة العظيمة التي يقول فيها الباري سبحانه وتعالى (ليلة القدر خير من ألف شهر) أي ان عبادة هذه الليلة تعادل مايزيد على عبادة ثلاث وثمانين سنة وزيادة فتخيل الانسان المسلم كيف أنه بهذه العشر الليالي يستطيع ان يمد فى عمره الصالح ما يزيد عن ثلاث وثمانين عاماً وزيادة , هذا فضل من الله سبحانه تعالى عظيم فلو أدركه الانسان لمدة عشر سنوات معنى هذا أنه يضيف في عمره أكثر من ثمانمائة وثلاثين سنة وهكذا والعشر الاواخر لاشك ان لها فضلاً عظيماً وقلنا ان الفضل مستمد من ليلة القدر الموجودة فيها والتحري لليلة القدر وماورد في فضلها ماذكرته أمنا عائشة رضي الله عنها وعن أبيها أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وجد وشد المئزر صلى الله عليه وسلم وكان يتفرغ لمناجاة الله سبحانه وتعالى وهذا في العشر الأواخر وكان يعتزل أهله ويعتزل الناس صلى الله عليه وسلم فكان فى داخل المسجد ليفرغ بلذة المناجاة وحلاوة المناجاة لله سبحانه وتعالى وهذه الخلوة حقيقة هي زاد المسلم فلا رهبانية في الاسلام لكن هذه الخلوة والأختلاء مع الله سبحانه وتعالى هي زاد المسلم فتجدها طوال العام في قيام الليل حبذ الله سبحانه تعالى قيام الليل للمسلمين وللمؤمنين وأثنى على من قاموا هذا الليل وتجد ان هذه الخلوة في العشر الاواخر هي زاد المؤمن يختلي فيها بالله سبحانه وتعالى يبتعد عن مشاغل الدنيا وينقطع ويتفرغ لمناجاة الله وعبادة الله سبحانه وتعالى فهذه زاد وشحنة ايمانية كبيرة ترتقي بالمؤمن في سلم الرضوان باذن الله ومن هنا نقول كيف يدرك الانسان فضل هذه العشر الاواخر وهذه القضية العملية مهمة جداً لأن الناس قد سمعوا كثيراً في جانب التنظير وفي جانب الفضل لكن نريد أن ننقل القضية الى الناحية العملية ونرى نهج النبي صلى الله عليه وسلم ان يقوم تلك الليلة قد يقول الانسان عندي مشاغل وعندي أولاد وعندي أهل اذا تركتهم ضيعت فكيف السبيل الى ان احصل بين الأمرين فنقول من فضل الله سبحانه وتعالى ان الله عزوجل جعل انه من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليله فلا أقل من أن يحرص الأنسان المسلم على أن يكون مع الامام حتى ينصرف ويصلي مع أقرب مسجد عنده فيكسب قيام الليل ،لاشك ان من تفرغ تلك الليلة للعبادة وجلس وانقطع واعتكف انه أفضل ولكن لا يفوت الانسان هذا الفضل فلا أقل من أن يصلي مع الامام مع كثرة المشاغل وكثرة المطالب .فأقول انه ينبغي ان لاتفرط في العشر الاواخر من رمضان بل على الانسان أن يحرص على قيامها بالطاعات والبعد عن المحرمات .