جلست والخوف بعينيها التي اغرورقت بالدموع ويداها تربتان على كتفي اثنين من أبنائها الخمسة النيام على قارعة الطريق بعد أن تسببت أبواق السيارات المارة في استيقاظ بعضهم..! ثم سرعان ما انتبهت إلى نظرات مريبة من أحد عمال النظافة الآسيويين ترقبها لتكتشف أن نفحات السموم كشفت جزءاً من ساقها لتقوم بإسدال إزارها عليها قبل انخراطها في موجة بكاء عارم عقبته سيول من الابتهالات ومناجاة المولى لتغيير حالها المزري وإزالة كربتها ورفع الغمة عنها وأطفالها الخمسة الذين يرقد اثنان منهم تحت ساتر خشبي في تشارك مع الثلاثة الآخرين الجلوس تارة والاستلقاء في أخرى على قارعة الطريق بحي الفيحاء بمكةالمكرمة. ماسبق من أسطر ليست (فبركة) صحفي ولا قصة خيالية محزنة لروائي!. بل هو واقع مؤلم ومنظر محزن لامرأة سعودية هجرها زوجها تاركاً إياها برفقة أبنائها الخمسة بعد أن تملص من التزاماته تجاههم وكما قيل فإن المصائب لاتأتي فرادى فالمرأة المظلومة قد تكالبت عليها نوائب الزمان وصفعاته من كل حدب وصوب فظروفها المادية المتردية تسببت في عدم استطاعتها سداد ايجار الشقة السكنية التي كانت تقطنها بمعية فلذات كبدها الخمسة والديون تراكمت عليها لدرجة منعت الكل من مساعدتها فصاحب المبنى السكني امتعض من تراكم الايجارات ليطردها هي وأبناءها في أولى ليالي شهر الرحمة من المبنى لتجد نفسها في الشارع بلا معين ولامعيل وصاحب البقالة رفض سد جوع أبنائها بعد أن كبر مبلغ مديونيها لتضيق بها رحاب الأرض فاضطرت لأخذ أبنائها للمبيت في ساحات المسجد الحرام إلا أن منع الافتراش والنوم داخلها دفعها إلى التحول صوب ضواحي مكةالمكرمة وتحديداً حي الفيحاء حيث استقرت بجوار احدى محطات المحروقات متخذة من قطعة خشب مسكناً لها ولأبنائها يتناوبون على النعيم بفيئها وظلالها الذي لايتسع سوى لشخصين على أن يبقى الأربعة المتبقون مفترشين قارعة الطريق ينتظرون جود المارة بمبلغ زهيد أو كسرة خبز تكسر جوع بطونهم الخاوية بعد أن تخلى الزوج الذي أقفل هاتفه النقال عنهم يفترشون السماء بعد معانقتهم لأدخنة عوادم السيارات وتشنيف أسماعهم بأصوات أبواق السيارات في منظر مخزي مريب يدفع سيول الدموع إلى التدفق مدرارة من الأعين ويسرع من خفقات قلوب المحسنين من سكان الحي الذين يجودون تارة بمبلغ زهيد من المال أو بلقمة غذاء لهذه المرأة التي تكالب عليها الزمن وزوجها مع المجتمع الذي لايرحم. من جهة أخرى أكد محمد بن صويلح اللحياني مدير الضمان الاجتماعي بمكةالمكرمة أنه سيتابع شخصياً اليوم اجراءات تسجيل المواطنة (عبير، ر ، م، ص) بسجلات المستفيدين من الضمان مشيراً إلى أنه في حال تلقي المكتب اعانات خيرية لصالح المرأة وأطفالها الخمسة فسيقوم وعلى الفور المكتب بتأمين سكن مؤثث يلم شمل هذه الأسرة وينتشلها من قارعة الطريق.